في وقت أثبتت فيه بعض الدراسات أن قناة الحرة قد رکزت في معالجتها لقضايا الدول العربية بشکل عام، ومصر بشکل خاص على إطاري الصراع والعلاقات السياسية والتعاون بين البلدين، وفي الوقت ذاته أثبتت معظم الدراسات انخفاض نسبة متابعتها من قبل الجمهور العربي والمصري، ومع تغير الإدارات في قناة الحرة ومواقع التواصل الاجتماعي ذات الصله بها، وتولي إدارة جديدة للقناة بقيادة الإعلامي عمرو الکحکي في يونيو 2018، کان هناک سؤالًا ملحًا کيف يتم تقديم صورة مصر والمصريين عبر هذه القناة ، خاصة مع الانتقادات الشديدة التي تم توجيهها للقناة، ووصفها بأنها ترکز على السلبيات التي تخص الشأن المصري، وتسمح بظهور شخصيات تم وصفها بأنها معارضة  للنظام المصري، وتحارب النظام والسيادة المصرية، وفي الوقت ذاته يشير الرئيس الأمريکي دونالد ترامب إلى أهمية العلاقات المصرية الأمريکية ، کل هذه التناقضات والاختلافات دفعت الباحثة بأهمية الوقوف على محتوى الرسالة الإعلامية المُقدمة ، دون سرد بسيط للتکرارت، وإنما بصورة أعمق تسعي لتقصي وفهم الأيدلوجية المُستخدمة، لذلک اتجهت هذه الدراسة لقياس مفردات الصورة المصرية التي يتم تقديمها، والتعرف على الکيفية التي يتم من خلالها تقديم العلاقات المصرية الأمريکية، وکذلک القيم وأهداف التنمية المستدامة التي تشير إليها القناة عند الحديث عن مصر، وأي الإستراتيجيات الأيدلوجية الأکثر استخدامًا، ونوعية الاستمالات العاطفية والعقلانية التي يتم استخدامها عند تناول الشأن المصري، ومجال الاهتمام وطبيعة الموضوعات والقضايا التي تخص الشأن المصري، وکيفية تقديم مصر وعلاقتها بالدول الآخرى، وأي الدول التي يتم تقديمها على أنها دول صديقة لمصر، وآخرى دول معادية، والأسباب والمبررات والاستمالات الإقناعية المُستخدمة في تحقيق ذلک.