تسهم الدراما بلا شک في تنمية الواقع المجتمعي الذي يحياه المشاهد وتقويمه، من خلال ترکيز العمل على موضوعات مجتمعية معينة تلمس اهتمامتهم وواقع حياتهم اليومية وقضاياهم المباشرة، وتخاطب العقل والعاطفة؛ لأنها تسعى إلى جذب انتباه المشاهد، من خلال عمل يؤديه أبطال من وحي القائمين على العمل وتحويلهم إلى شخصيات حقيقة ذات ابعاد مختلفة يقتنع بها المشاهد، فعبقرية العمل تکمن في قدرته على إقحام المشاهد داخل أحداث العمل، وخصوصًا مع تقديمها من خلال ممثل محبوب له شعبية، وبصبغة جذابة مشوقة.    تختلف الدراما عن الإعلام في الأمور المتعلقة بالموضوعية حيث إن  قدرتها على توصيل المعلومة تکون بشکل غير مباشر ينتج عنها الاندماج الوجداني والامتزاج العاطفي مع العمل، وهو أمر يختلف من مجتمع لآخر بحسب مستواه الثقافي والمعرفي، لنجد أن المجتمعات ذات المستوى الثقافي المرتفع لديها القدرة على مناقشة وتحليل المضامين الدرامية التي تقدم لها، في حين نجد ذلک غير موجود في المجتمعات ذات المستوى الثقافي المنخفض لعدم وجود الأساسيات التي تمکنها من التحليل والتفسير ثم النقد لمثل هذه الأعمال.