تتحدد مشکلة الدراسة في محاولة التعرف على اتجاهات عينة من الجمهور العربي من مستخدمي موقع الفيسبوک نحو کيفية التوظيف الأمثل لشبکات التواصل الاجتماعي في خدمة القرآن الکريم والعلوم الدينية المختلفة، بهدف نشر علوم القرآن وتنمية الأخلاقيات الإيمانية داخل العالم العربي وخارجه،  خاصة مع تزايد المواقع والصفحات التي تولد الفتن وتسبب الفرقة بين الناس، مستغلة في ذلک نقص الثقافة الدينية لدى الکثيرين، وذلک في إطار نظرية المجال العام حيث الفضاء المشترک، الذي يلتقي فيه أفراد المجتمع عبر جملة من الوسائط، لمناقشة موضوعات ذات اهتمام مشترک، والتوصل من خلال ذلک إلى تشکيل تفکير عام في هذه الموضوعات والقضايا. تطرح النتائج جملة من الايجابيات للفيسبوک وغيره من مواقع شبکات التواصل في تناول الموضوعات الدينية، في مقدمتها إمکانية وسهولة التواصل مع الدعاة المستنيرين، کثرة التطبيقات وتنوعها، تعدد المشارکين باختلاف تخصصاتهم وانتمائهم، حيث يتيح هذا المجال العام حرية للفرد في التعبير عن أرائه مهما اختلفت مع الاخرين، مع تجاهل المستوى الاجتماعي الاقتصادي للمشارکين في النقاش، الى جانب إمکانية طرح خطاب مبرر بالحجج والأدلة الاقناعية، وإتاحة فرص متساوية لجميع المشارکين، وهو ما يتوافق مع تصور هابرماس للمجال العام، وهذا يؤکد أهمية توظيف أکبر قدر من مميزات وتطبيقات شبکات التواصل الاجتماعي لنشر مجالات الثقافة الدينية والدعوية والفکرية لصالح تحقيق التوظيف الامثل لهذه الشبکات لخدمة علوم الدين المختلفة ، ومواجهة کل من يستغلها للإساءة للدين ونشر الفرقة والتطرف