شهدت البرامج الحوارية الجماهيرية فى مصر خلال الأعوام الأخيرة طفرة فى مساحات إبداء الرأى وحرية التعبير مما ساهم فى رفع وعى الجمهور المصرى بما يحيط بهم من أحداث وهو ما کان له انعکاس على ثورة 25 يناير 2011 وتداعيتها وصولاً لثورة 30 يونيو 2013 وما تلاها من أحداث. وقد کان ومازال للصفوة المصرية دوراً مهماً فى البرامج الحوارية؛ إذ تعد وسائل الاتصال المحلية والدولية قنوات أساسية لمد أفراد الصفوة بالمعلومات عن الأحداث المحلية والدولية الجارية، کما تضفي وسائل الاتصال المکانة والشرعية على أنشطة الصفوة خصوصاً الحاکمة Governing Elite. وقد لاتحظى الصفوة بدون وسائل الاتصال بنفس المکانة التى تحظى بها فى وجود هذه الوسائل؛ إذ تنقل وسائل الاتصال أفکار وقرارات الصفوة إلى الجماهير، کما تساهم فى نقل ردود فعل الجماهير والرأى العام إلى المسئولين. وفى المقابل، تشکل الصفوة محوراً أساسياً لمعظم أخبار وسائل الاتصال المحلية وأحياناً بعض الأخبار الدولية، کما تثرى الصفوة خصوصاً الصفوة الفکرية المضمون البرامجى لوسائل الاتصال بما تقدمه من أفکار وکتابات وتعليقات فى جميع مجالات الحياة ولذلک تتبلورمشکلة الدراسة في التعرف على استخدامات الصفوة للبرامج الحوارية في القنوات التليفزيونية الخاصة والحکومية والتأثيرات الناجمة عن هذا الاستخدام، وتقييمهم لجودة هذه البرامج خاصة في ظل الانتقادات المستمرة لهذه النوعية من البرامج مع تعاظم دورها، والتخوفات الناجمة عن هذا الدور والذى لا يشترط بالضرورة أن يکون إيجابياً، أو يخدم "المصلحة الوطنية" وفقاً لما يتم الحديث عنه بکثرة خلال الآونة الأخيرة. اهم انلتائج  - تبين للباحثة مدى اهتمام عينة الدراسة من الصفوة بالبرامج الحوارية من حيث التعرض المتوسط والمکثف لها، وهو ما يدل على أنها تؤثر في حجم المعلومات التي يتم استقائها منها وکذلک زيادة المعرفة عن الأحداث المحيطة بالفرد، لذا يعد أمراً مهماً التعرف على خصائص هذه الفئة من الجمهور من حيث العوامل الوسيطة المؤثرة في استخدامهم للبرامج الحوارية، فمثلاً کشفت الدراسة أن متغير النوع کمتغير وسيط لم يکن له أي تأثير في عملية استخدام البرامج الحوارية، وهو الأمر المتعلق بطبيعة الجمهور والمتمثل في کونه جمهور خبراء، لأن هذا المتغير في دراسات حديثة ولکنه مع الجمهور العام تبين أن له تأثيراً کبيراً في تشکيل أنماط استخدام وسائل الإعلام والإشباعات المتحققة منها. - کما اتضح أن متغيرى المرحلة العمرية والمستوى التعليمي لم يبرز لهما أيضاً تأثير کمتغير وسيط فيما عدا حدوث الغرس الثقافى أو تشکيل الاتجاهات بخصوص القضايا والأطراف الفاعلة في الأحداث الجارية المجتمعية، فکلما تقدم عمر العينة ارتفع لديهم تأثيرات الغرس نتيجة التعرض للبرامج الحوارية، کما ترتفع تأثيرات الغرس نتيجة التعرض للبرامج الحوارية بشکل عام مع ارتفاع المستوى التعليمي للعينة. - وفيما يتعلق بمتغير المهنة برز تأثيره في تحديد مستوى معدل التعرض للبرامج الحوارية واستخدامها، وإيجابية تقييم أداء البرامج الحوارية من حيث الثقة فيها والمهنية والحيادية في التناول المجتمعي للقضايا والأحداث، وکذلک في حدوث الغرس الثقافى أو التشکيل للاتجاهات بخصوص القضايا والأطراف الفاعلة في الأحداث الجارية المجتمعية، وکذلک معدل التفاعل الموازي أو شبه الاجتماعي مع الآخرين نتيجة التعرض للبرامج الحوارية، وأخيراً تأثير هذا المتغير في حدوث التأثيرات بشکل عام ومجتمعة معاً ومتمثلة في (الغرس- التفاعل المتوازي- الرضا). - أما بخصوص تأثير متغير الانتماء السياسي، فبرز تأثيره على مدى التعرض للبرامج الحوارية واستخدامها، وإيجابية تقييم أداء البرامج الحوارية من حيث الثقة فيها والمهنية والحيادية في التناول المجتمعي للقضايا والأحداث، وأخيراً تأثير هذا المتغير في حدوث التأثيرات بشکل عام ومجتمعة معاً ومتمثلة في (الغرس- التفاعل المتوازي- الرضا) .