ظهر مفهوم تحسين جودة الحياة خلال السنوات الأخيرة وارتبط بالکثير من الفاعليات التى تتمحور حول المرأة ولما کان هذا المفهوم يمس الدول النامية بشکل کبير، أصبح هناک ضرورة لتمکين المرأة على کل المستويات للضلوع بهذا الدور المحورى وهو تحسين جودة الحياة وإلغاء التمايز الثقافى والاجتماعى بين الرجل والمرأة وتکريس الأدوار التقليدية للمرأة کأم معطاءة وزوحة خاضعة وابنة مطيعة مع اهمال واضح لنساء الريف والبوادى والعشوائيات وتکريس صورة المرأة الأنثى التى ومع تکرارها تدفع المرأة إلى الاقتناع بمحدودية دورها مما ينعکس بالسلب على تقدم المجتمع الذى يصبح  مجتمع اعرج يسير على قدم واحدة کما أکد ذلک استاذنا أ.د. عاطف العبد فى رسالته حول المرأة الريفية منذ عقود مضت وتلک الصورة السلبية لم تتغير وهى من القضايا المسکوت عنها والتى تنطوى على الکثير من العنف البدنى والمعنوى ضد المرأة، حتى مع التوسع فى المساحات المخصصة إعلامياً للمرأة وفى ذلک الإطار تؤکد هذه الدراسة على ضرورة تبنى برامج المرأة مفاهيم تحسين جودة الحياة وعدم اقتصارها على تکريس الدور التقليدى للمرأة من تجميل وطبخ وديکور واستبدالها بالترکيز على توعية المرأة ثقافياً وسياسياً واجتماعياً وصحياً سعياً وراء النهوض بالمجتمع ککل حيث تمثل المرأة أکثر من نصفه، حيث أنها نصف المجتمع وتسهم فى تربية وتنشئة النصف الآخر. وانطلقت هذه الدراسة من موقفاً مشکلاً متمثلاً فى الأوضاع المتردية للمرأة العربية وکثرة الممارسات السلبية ضدها من ناحية وتعاظم دورها فى المجتمع بشکل متناقض من ناحية أخرى، واستمرار تکريس الدور التقليدى للمرأة فى المضامين الإعلامية بوجه عام وبرامج المرأة بوجه خاص، لذلک تحاول هذه الدراسة تحليل مضمون برامج المرأة المفضلة لدى السيدات المصريات ومعرفة تأثيراتها عليهم واتجاهاتهم نحوها. واظهرت الدراسة اهتماماً وإقبالاً ملحوظاً من المبحوثات بغض النظر عن متغيراتهن الديموغرافية فى اهتمامهن ببرامج المرأة واعتمادهن عليها فى اشباع احتياجاتهم المعلوماتية والثقافية إلى جانب اعتبارها مضموناً ترفيهياً يرتبطن به ولذا أصبح لزاماً على الإعلام والقائمين عليه الاهتمام بمضمون هذه البرامج انطلاقاً من دورها التثقيفى والتعليمى والترويجى بالغ الأثر على المرأة وهى نصف المجتمع.