تنبع مشکلة الدراسة الحالية من الايمان بالدور الهام الذي يقدمه الإعلام التلفزيوني في مجال السياحة وخدمة هذا القطاع من المجتمع، ونظراً لتنوع المضمون السياحي المقدم في التلفزيون من برامج، أفلام تسجيلية، حملات إعلامية ، وفواصل بين المضامين المختلفة فإن الدراسة الحالية ترکز بشکل أساسي على رصد الدور الذي تقوم به الفواصل أو الومضات السياحية – التي تعرض بين البرامج والمضامين المختلفة وتحمل أفکاراً تروج للسياحة في الدولة الباثة- في تنمية السياحة في هذه الدولة التابع لها القناة من خلال ما تعرضه وتقدمه هذه الفواصل " الفيلرز" من مضمون سياحي يروج للسياحة في مکان أو دولة ما ويقدمه بشکل جاذب وسريع ويعتمد على الابهار والتشويق لجذب انتباه المتلقي لهذا المکان أو المقصد السياحي. و قامت الباحثة خلال هذه الدراسة  بتحليل مضمون لعدد من الومضات السياحية "الفيلرز" المقدمة في القنوات محل الدراسة ، وظهر من نتائج الدراسة مدى اهتمام القنوات محل الدراسة بعرض المضامين السياحية الممثلة في الومضات السياحية أو الفيلرز السريعة التي تعرض لبعض جوانب السياحة في دولة ما. وأظهرت الدراسة أن الفضائية الأردنية احتلت المرتبة الأولى في عدد الفيلرز التي عرضتها وهو ما يفسر اهتمام الفضائية الأردنية الحکومية بعرض بعض الفيلرز التي تتناول المحافظات الأردنية المختلفة مع تسليط الضوء على الجوانب السياحية والمأثر التي توجد بکل منطقة حيث تتولى القناة انتاج مثل هذه الفيلرز وتعرضها مابين الفقرات البرامجية أثناء اليوم. وتلي الفضائية الأردنية في الاهتمام بالفيلرز قناة سفن ستارز الأردنية الخاصة حيث تهتم القناة الخاصة بعرض فيلرز سياحية عن الأردن وغيرها مابين المضامين المقدمة. بينما جاءت مصر بقناتيها ( الفضائية المصرية والحياة) في مرتبة متأخرة من الاهتمام بعرض  الفيلرز في مضامينها وهو ما يفسر عدم اهتمام وترکيز الفضائية المصرية على عرض هذا النوع من المضامين السياحية التي تعد الأسرع والأقرب للمشاهد لجذب انتباهه وهو ماقد يرجع إلى اهتمام القناة أکثر بعرض الفيلرز التي ترکز على النواحي السياسية في مصر لاسيما بعد ثورة 25 يناير 2011 وما تلى ذلک من تغييرات سياسية جعلت الترکيز يتجه للمتغيرات السياسية التي طرأت على الحياة في مصر، وبالنسبة لقناة الحياة المصرية الخاصة فهي لم تعرض أي فيلر سياحي خلال فترة التحليل وهو مايرجع إلى أولويات اهتمام القناة کقناة خاصة تنصب أکثر على الاهتمام بالإعلانات الهادفة للربح والغرض منها تجاري. وفيما يلي تقدم الباحثة النتائج العامة للدراسة: 1-    جاءت کل من " الفضائية المصرية، الفضائية الأردنية" أکثر اهتماماً بتقديم مضمون الومضات السياحية أکثر من القنوات الخاصة التابعة لذات الدولة ( الحياة، سفن ستارز) ويرجع ذلک إلى اهتمام الحکومات بدعم قطاع السياحة فيها أکثر من اهتمام القنوات الخاصة التي تهتم بأرباحها أکثر. 2-    احتلت الفضائية الأردنية المرتبة الأولى في عدد الفيلرز السياحية التي قدمتها خلال فترة الدراسة وينبع ذلک من اهتمام الفضائية الأردنية بهذا الشکل من المضامين السياحية التي ترکز فيه على عمل فواصل سياحية عن محافظات أردنية مختلفة مثل " عمان، إربد، وسط البلد، مادبا، الأزرق وغيرها من المحافظات الأخرى"، وتليها قناة سفن ستارز الأردنية الخاصة وبالتالي جاءت دولة الأردن أکثر الدول محل الدراسة تمثيلاً في السياحة الداخلية المقدمة. 3-    ترکز الومضات السياحية المقدمة في القنوات محل الدراسة على مخاطبة دوافع الاستمتاع والراحة والتمتع بالجمال کدوافع تجذب المشاهد بشکل عام أو السائح بشکل خاص إلى زيارة المکان المقدم من حيث وعد المتلقي بالراحة والجمال التي يوجد في هذا المقصد السياحي وذلک نظرأ لأن الهدف الأساسي من القيام بالنشاط السياحي هي الراحة والاستمتاع ، ويلي ذلک مخاطبة الدوافع الثقافية وإرضاء حب الإطلاع والتثقيف لدى السائح من خلال حضور المهرجانات أو الاحتفالات الفنية أو الثقافية مثل مهرجان جرش للثقافة والفنون ومهرجان قرطاج. 4-    اهتمت الومضات السياحية المقدمة في القنوات محل الدراسة بالترکيز على السياحة الداخلية وإبراز المقاصد والمعالم السياحية في داخل الدولة الباثة وذلک يعزو إلى أن أکثر القنوات اهتماماً بهذا النوع من الفواصل هي القنوات الحکومية والتي تهتم بشکل أساسي بالترويج للسياحة داخل الوطن بما في ذلک تشجيع أبناء الوطن على ممارسة السياحة الداخلية وأيضاً جذب السائحين العرب أو الأجانب لممارسة نشاط السياحة داخل البلد، کما أن هذه الدول تتبع وسيلة الومضات السياحية کوسيلة للتعريف والترويج لسياحة البلد ذاتها بشکل سريع ومبسط. 5-    اهتمت قناة (سفن ستارز) بعرض فواصل سياحية عن دول أوروبية تمثلت في (أسبانيا) حيث أن مقر القناة يقع في أسبانيا ولهذا فهي تعمل على ربط المشاهدين العرب بدولة أسبانيا تحديداً کما في شعار القناة " جسر يربط بين الشرق والغرب".