يسعى الباحث في الدراسة الحالية إلى رصد الدور الذي تمارسه مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب السعودي؛ حيث تحددت مشکلة الدراسة في اختبار ما إذا کانت مواقع التواصل الاجتماعي تمارس بالفعل أدواراً سياسية ذات دلالة في حياة الشباب السعودي، و ذلک على مستوى رفع درجة الوعي السياسي لديهم بمجريات الأمور على مستوى منطقتنا العربية، بما يعني تنمية الوعي السياسي لديهم بالأحداث السياسية المختلفة، فضلاً عن التعرف على المتغيرات التي قد تتوسط العلاقة بين الدور الذي يمکن أن تمارسه هذه الوسائل، و درجة الوعي السياسي الفعلية لدى هؤلاء الشباب محل الدراسة، تجاه الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية. وسعت الدراسة الحالية إلى اختبار العلاقة بين تعرض الشباب السعودي لمواقع التواصل الاجتماعي من جهة، و مستوى الوعي السياسي لديهم بکل من القضايا العربية و الدولية من جهة ثانية، و قد اعتمدت الدراسة على مجموعة من التساؤلات کان أهمها التعرف على القضايا والموضوعات التي يتعرض لها الشباب السعودي محل الدراسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التعرف على دوافع استخدام الشباب السعودي لمواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن التعرف على إمکانية الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي في تکوين الآراء تجاه القضايا و الموضوعات السياسية المرتبطة بالمنطقة العربية، و کذلک التعرف على درجة ثقة الشباب السعودي عينة الدراسة في مواقع التواصل الاجتماعي کمصدر للمعلومات المتعلقة بالمنطقة العربية. و کان من أهم ما توصلت إليه الدراسة أنه کلما زاد معدل متابعة المبحوثين للمضامين السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي، کلما زادت معه بالتبعية درجة الوعي السياسي لديهم، کما أشارت النتائج إلى أنه کلما زاد مستوى ثقة المبحوثين في المضامين السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي زاد معه بالتبعية معدل متابعتهم المضامين السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي.کما أثبتت نتائج الدراسة وجود فروق دالة إحصائياً بين المبحوثين من المجموعات الديموغرافية المختلفة في درجة الوعي السياسي لديهم نتيجة التعرض لمواقع التواصل الاجتماعي.