يُعدُّ مفهومُ الأزمةِ واحدًا من المفاهيمِ التي يصعبُ تحدِيدُها، وتکمُنُ الصعوبةُ في تحديدِ مفهومِ الأزمةِ في شُموليةِ طبيعَتِها، واتِّسَاعِ نِطَاقِ استعمالِها؛ لتَشْمَلَ مختلفَ صورِ العلاقاتِ الإِنسَانيَّةِ، السلبيّةِ في کافةِ مجالاتِ التَّعاملِ، وعلى قدر مستوياته، وتبرزُ الأزمةُ کحتميَّةٍ؛ لِخَلَلٍ في بِنْيَةٍ، أو مُؤَسَّسَةٍ؛ أولِتَنَاقُضٍ، وتضاربٍ في اتخاذِ القراراتِ، وتعبرُ عن الاضطرابِ، وعدم الاستقرارِ الذى يلحقُ بالنَّشاطات البشريَّةِ، المختلفةِ، المرتبطةِ بالاقتصادِ، والإدارة، والسياسةِ، وعلمِ النفس، وغيرِها من المجالاتِ، وغالبًا ما يرافقُ الأزمةَ مناخٌ من التوترِ، والارتباکِ لما تخلُفهُ من ضغوطٍ نفسيَّةٍ، وتشتُّتٍ في الأفکارِ، ونُدْرةِ المعلوماتِ أحيانًا، وعمومًا تعبِّرُ الأزمةُ عن حالةٍ يُوَاجِهُهَا مُتَّخذي القرارِ في أحدِ الکياناتِ الإداريةِ سواء کانت ( دولةً، مؤسسةً، مشروعًا، أسرةً ...) تتلاحقُ فيها الأَحداث، وتتشابکُ معها الأسبابُ بالنتائجِ، ويفقدُ معها مُتخذي القرارِ القدرةَ على السيطرةِ عليها، وقد ازدادت الأزماتُ في عصرِنا الحاليِّ، وازدادَ الوضعُ تعقيدًا؛ نتيجةَ إصرارِ العديدِ من القوى الفاعلة دوليًا، وإقليميًّا على تحقيقِ أهدافِها من خلالِ إثارةِ وافتعالِ الأزمات،  ويعتبرُ علمُ إدارةِ الأزمات هو أحدُ العلومِ الإِنسَانيَّةِ التي ازدادت أهميتُها في عصرِنا، وهو علمُ إدارةِ توازناتِ القُوى، وعلمُ تحريکِ الثَّوابتِ، وقُوى الفعل في المجالات الإِنسَانيَّةِ کافةً ، وقد أَکَّدَ العديدُ من الباحثينَ على دورِ وسائلِ الإعلام  الرَّقميَّة في إدارة العديدِ من الصراعاتِ، والأزمات الدَّولِيَّة؛ من خلالِ تقديمِ تصوراتٍ بشأن الأطرافِ المشارکةِ فيها، وإضفَاءِ الشرعيَّةِ على بعضِها، وإبرازِ قضايا وتهميشِ الأخرى (3)، فإذا کان بمقدورِ الإعلام أن يکونَ أداةً؛ لتضخيمِ الأزمة  بمقدورِه أيْضًا أن يقومَ بدورٍ وِقائِيٍّ في التعاملِ مع الأزمة، ومن ثَمَّ أصبحت الشَّبکاتُ الإذاعيَّة الرقميَّة وسيلةً، إعلاميةً، مهمَّةً، تُستَخدمُ؛ لطرحِ المضامينَ الإعلاميَّةِ حول الأزمات الدَّولِيَّة؛ من خلالِ ما تنقُلُه من أحداثٍ مدعومةٍ بالمؤثراتِ الحيَّةِ والشواهدِ التي من شأنُها تعزيزُ الأزمةِ، وتوضيحُ کافةِ جوانِبِها، ومعالجَتِها أمام الجماهيرِ، وتعتبرُ الشبکاتُ الإذاعيَّةُ، الرقميَّةُ، من أهمِّ الوسائلِ الاتصاليَّةِ الجماهيريِّةِ التي تستخدمها المُنَظَّمَاتُ الدَّولِيَّةُ على شبکةِ الإنترنتِ؛ لما تُحَقّقه من تفاعليةٍ مع الجمهورِ العَامِ حولَ مَضَامِينِها . وبناءً عليه تَتَحَدَّدُ مشکلةُ الدراسةُ في التساؤلِ التالي : إلى أيِّ مدى ساهمت الشبکاتُ الإذاعيَّةُ الرقميَّةُ في تعزيزِ الاستراتيجيَّةِ الاتصاليَّةِ الإعلاميَّةِ  بالمُنَظَّمَات الدَّولِيَّة في إِدَارَتهَا للأزمات  ؟ توصي الدراسة بالآتي: تأسيسِ خطابٍ إعلاميٍّ خاصٍّ، يقومُ على انتقاء المعلومات ذات الدلالة، التي تخدم الهدفَ الاستراتيجي الاتصَاليّ من طرح الأزمات. التکرارِ، والتجديد المستَمرِّ في الشکل، والمضمون الاتصَاليِّ الخاص بتَنَاوُل الأزمات . تعميمِ تجربَةِ هيئةِ الأَمَم المتحدة؛ بتخصيصِ قسمٍ  في جميع المُنَظَّمَات الدَّولِيَّة  يسمى قسمُ إدارة الأزمات "؛ لإدارة الأزمة . عدم إنکار الأزمة، والتعاملِ معها بواقعيةٍ، وتغليبِ المصلحة العامة .  التعامل مع الأزمات بالحذرِ الشديد، وبذکاءٍ؛ من أَجل تقليلِ، وتحجيم الأزمة. استخدام استراتيجياتٍ مستقبليةٍ؛ للتعامل مع الأزمات الناشئة، والمحتملة، وإيجادِ الحلول المبکِّرة لها؛ من أَجل توحيد الجهود في مواجهة مخاطر الأزمات . التحديث التکنولوجيِّ، وزيادةِ کفاءة نُظُمِ الإنتاج الإذاعيِّ الرقميِّ بشکلٍ مستمرٍ . قيام الأجهزةِ، والاتحاداتِ، والمؤسسات الإعلاميَّة على المستوى الثنائي، والجماعيِّ للمنظمات الدَّولِيَّة  بتدعيم أجهزتِها، ومؤسساتها الإعلاميةِ بوظائف أکثرَ حيويةٍ، وأوسع نطاقًا؛ لتغطيةِ الأزمات اتصاليًّا وتدارکِها بصورةٍ أکثرَ حداثةً  . وضع ضوابطٍ، وخططٍ شاملة؛ للعملِ في ظروفِ المجتمع المعلوماتي؛ لتغطيةِ الأزمات.  توفير منظومةٍ اتصاليَّةٍ متطورةٍ تکنولوجيًّا، تسمحُ بتدفق المعلومات بکلِّ سلاسةٍ کل حين؛ لمتابعة تطورات الأزمة .