سعت هذه الدراسة إلى رصد وتوصيف وتحليل تقييم النخبة الأکاديمية فى کليات وأقسام الإعلام بالجامعات الحکومية والخاصة فى مصر لکيفية تناول وسائل الإعلام الجديد بمختلف أدواته للأحداث الإرهابية فى مصر، وقد تضمنت عينة الدراسة 100 مبحوثٍ من أعضاء هيئات التدريس بدرجاتهم العلمية المختلفة والتى شملت (أستاذ، أستاذ مساعد، مدرس)، وتم تصميم نموذج لقياس تقييم النخبة عينة الدراسة لتناول ومعالجة هذه الوسائل للأحداث الإرهابية ودورها فى دعم أو مکافحة الإرهاب فى مصر، واحتوى نموذج التقييم على الأبعاد التالية: تقييم إيجابيات وسلبيات وسائل الإعلام الجديد، وتقييم معالجة وتناول هذه الوسائل للأحداث الإرهابية، ومدى التزام وسائل الإعلام الجديد بمسئوليتها الاجتماعية فى تناول هذه الأحداث، وتحديد دور هذه الوسائل من خلال تناول ومعالجة الأحداث الإرهابية فى دعم أو مکافحة الإرهاب فى مصر، والتوصل إلى إستراتيجية تتضمن عديد من الآليات لکيفية معالجة وتناول وسائل الإعلام الجديد للأحداث الإرهابية، وقد اعتمدت الدراسة على الاستبيان کأداة لجمع البيانات، وتوصلت إلى العديد من النتائج، من أهمها:
1-     تستخدم النخبة الأکاديمية الإعلامية عينة الدراسة وسائل الإعلام الجديد بشکل دائم لمتابعة الأحداث الإرهابية فى مصر، حيث ترواح معدل متابعتهم من ساعة إلى أکثر من ثلاث ساعات يوميًا، وجاءت شبکات التواصل الاجتماعى فى مقدمة وسائل الإعلام الجديد التى تتابعها النخبة عينة الدراسة، ثم المواقع الإخبارية الإلکترونية، ومواقع الصحف على شبکة الانترنت.
2-    حددت النخبة عينة الدراسة إيجابيات وسائل الإعلام الجديد فى استخدامها للوسائط المتعددة کالصور والفيديوهات، لتميزها بالمرونة وسهولة الاستخدام، والسرعة والآنية فى نقل المعلومات والأخبار، وتضمنت سلبياتها رؤية بعض أفراد النخبة عينة الدراسة لهذه الوسائل على أنها مصدر لا يتسم بالمصداقية وغير موثوق فيه، إلى جانب سيطرة الجماعات الإرهابية على بعض هذه الوسائل، وشعورهم بالتشتت بسبب کثرة الآراء المعروضة حول الحدث الإرهابى.
3-    جاءت المواد الإخبارية بمختلف أشکالها فى مقدمة أشکال المواد التى تفضل النخبة عينة الدراسة متابعتها عبر وسائل الإعلام الجديد أثناء الأحداث الإرهابية بنسبة 91%.
4-    تعددت وتنوعت أساليب تفاعل النخبة عينة الدراسة مع الأحداث الإرهابية عبر وسائل الإعلام الجديد وتضمنت متابعة النخبة للمجموعات الإخبارية، ومتابعة صفحات الإعلاميين والشخصيات العامة، والمحادثة الکتابية عن طريق الدردشة، وکتابة التعليقات على الصفحات الإخبارية والمواقع الإلکترونية للقنوات والإذاعات والصحف الإلکترونية.
5-    تصدرت عملية سيناء 2018 الأحداث الإرهابية التى تابعتها النخبة عينة الدراسة عبر وسائل الإعلام الجديد، فالاعتداء على رجال الشرطة والقوات المسلحة، وحوادث إرهاب المواطنين، وحددت النخبة الجوانب التى رکزت عليها وسائل الإعلام الجديد فى تناول الأحداث الإرهابية فى الترکيز على تفاصيل وقوع الحدث، ورصد ردود أفعال الجمهور على هذه الأحداث، وکذلک آثار الحدث على المواطنين والمجتمع.
6-    جاء تقييم النخبة عينة الدراسة لمعالجة وتناول وسائل الإعلام الجديد للأحداث الإرهابية فى مصر سلبيًا، حيث وافقت بنسبة کبيرة على افتقار المعالجة إلى الکوادر الإعلامية المؤهلة والمتخصصة القادرة على تقديم معالجة موضوعية للأحداث، وهيمنة الاعتبارات السياسية والأيديولوجية على التغطية الإعلامية، والافتقار إلى المهنية الإعلامية فى التعامل مع مثل هذه الأحداث، وکذلک غياب التغطية التحليلية والتفسيرية والتغطية ذات الطابع الاستقصائى، وهيمنة الطابع الإخبارى على التغطية الإعلامية وتناول الأحداث.
7-    تضمنت الإستراتيجية المقترحة التى وافقت عليها النخبة عينة الدراسة العديد من الآليات لکيفية معالجة وتناول وسائل الإعلام الجديد للأحداث الإرهابية، تمثلت فى توحيد المصطلحات الخاصة بالإرهاب حتى لا تخدم أيديولوجية وأهداف الجماعات الإرهابية، والترکيز على کيفية مواجهة الإرهاب وليس مجرد تغطية الحدث الإرهابى، وکذلک إنشاء وحدة رصد لدراسة التناول الإعلامى لقضايا الإرهاب، وسن ميثاق شرف إعلامى لکافة المؤسسات الإعلامية فى تناول الأحداث الإرهابية، مع موضوعية المعالجة الإعلامية وإبراز مواقف الأطراف الفاعلة فى الأحداث، إلى جانب عدم تصوير الإرهابى کصانع حدث، وتجنب الترکيز على الجوانب الشخصية للإرهابيين وعدم نشر صورهم إلا فى حدود.
8-    فيما يتعلق بتحديد النخبة عينة الدراسة لدور وسائل الإعلام الجديد فى دعم أو مکافحة الإرهاب فى مصر، رأت النخبة أن وسائل الإعلام الجديد تعمل على مکافحة الإرهاب من خلال إبراز تضحيات رجال الشرطة والجيش المصرى، وفضح جرائم التنظيمات الإرهابية ضد الإنسانية، ونشرها للمضامين الساخره من التنظيمات الإرهابية، وتوفير قاعدة معلوماتية للجمهور وحقائق أمنية حول ظاهرة الإرهاب، وکذلک خلق وسائل الإعلام الجديد رؤية جديدة للتعامل مع دعاية التنظيمات الإرهابية.
9-    حددت النخبة عينة الدراسة أن وسائل الإعلام الجديد من خلال تناولها الأحداث الإرهابية تظهر مشارکة الفئات المختلفة للجمهور المصرى فى محاربة الإرهاب، وتدعم دور مصر فى حفظ أمنها وأمن الدول العربية من خطر الإرهاب، کما تبرز دور مصر فى الحفاظ على صورة الإسلام وتصححها لدى دول العالم، بالإضافة إلى أنها تعکس صورة إيجابية لقوة الدولة المصرية فى مواجهة الإرهاب.
10- رأت النخبة عينة الدراسة فى تقييمها لمدى التزام وسائل الإعلام الجديد بمسئوليتها الاجتماعية فى تناول الأحداث الإرهابية أن هذه الوسائل تعمل على إشراک الجمهور والمجتمع المدنى فى النقاش حول الإرهاب وانعکاساته على المجتمع، وتؤکد أن مسئولية مکافحة الإرهاب مسئولية جماعية تضامنية، کما تعظم من دور المواطن فى القيام بمسئوليته الاجتماعية ومساندة الأجهزة الأمنية فى صراعها ضد الإرهاب، وتعمل على تأصيل الأحساس بالمسئولية الإعلامية والأمنية تجاه الجمهور والمجتمع.
11- حددت النخبة عينة الدراسة أسباب اعتماد الجماعات والتنظيمات الإرهابية على الإنترنت ووسائل الإعلام الجديد فى قلة التکلفة وسرعة الانتشار، وسهولة التخفى لإجراء الاتصال، وضعف الرقابة الحکومية على الإنترنت، وکذلک قدرة هذه الوسائل على النقل الحر والسريع للمعلومات، وتجنيد أعضاء جدد فى التنظيمات الإرهابية، وقوة تأثيرها على الرأى العام، وامتلاکها لأدوات التفاعل بين المرسل والمستقبل، واستخدام الوسائط المتعددة کالصوت والصورة ومقاطع الفيديو.