لعل الإهتمام بقضايا المرأة فى الفترة الأخيرة هو بمثابة اعتراف مجتمعى بأن أوضاع النساء وحقوقهن أصبحت جزءً لا يتجزأ من محاور التنمية لأنهن يمثلن نصف طاقة المجتمع، ولا يمكن أن تنجح أى جهود تنموية فى أى مجتمع فى ظل إغفال وإهدار هذه الطاقة ،وإذا كانت المعرفة السياسية تمثل متغير مهم للتنبؤ بالمشاركة السياسية وخاصة بالنسبة للمرأة، حيث يؤدى الإعلام دوراً هاماً في تشكيل الثقافة السياسية للجمهور، عن طريق تزويد الأفراد بالمعلومات السياسية كما يسهم في تكوين وتدعيم أو تغيير ثقافتهم السياسية من خلال المناقشات السياسية غير الرسمية التي تساعد على نشر ثقافة سياسية تدفع المواطن للمشاركة، هذا إلى جانب أنماط التنشئة السياسية التي تكسب الأفراد قيماً ومبادئ واتجاهات سياسية تسهم في تكوين سمات الشخصية بالنسبة للمواطن.
وتشير العديد من المسوحات الخاصة باستخدامات شبكة الانترنت إلى وجود إقبال متزايد نحو استقاء الأخبار من المواقع الإخبارية على الشبكة كوسيلة اتصال جديدة من قبل فئات مختلفة من الجمهور ومنها المرأة، فضلاً عما تتميز به هذه المواقع من السرعة في نقل الأخبار والمعلومات والصور، والقدرة الفائقة على الإبهار والإثارة، والتنوع في المعلومات والخدمات، وضخامة جمهورها، والقدرة على الاستقطاب
وما أشارت إليه الدراسات والبحوث السابقة حول الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في تطوير قدرات ومهارات المرأة المصرية سياسياً ومجتمعيا كما أن توالى القضايا والأحداث السياسية التى مرت بها مصر فى أعقاب ثورة 2011، وثورة 30 يونية 2013 والزخم الكبير فى المواقع الالكترونية الإخبارية وازدياد أعدادها، والوضع الحالى للمرأة المصرىة وازدياد دورها في المجتمع على مختلف الأصعدة والذى برز بشكل فعال ومؤثر في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة.كل ذلك يبرز ويؤكد أهمية دراسة معدل تعرض المرأة المصرية للمواقع الإخبارية على الانترنت وعلاقة ذلك بمستوي المعرفة السياسية لديها بالقضايا القومية.
ومن هنا جاءت هذه الدراسة التي تتناول تعرض المرأة المصرية للمواقع الإخبارية الإلكترونية وعلاقتها بمستوى المعرفة السياسية لها وخاصة بالقضايا القومية.