ساهمت ثورة تكنولوجيا الاتصالات في خلق نمط إعلامي جديد يختلف مفهومه وسماته وخصائصه ووسائله عن النمط التقليدي للإعلام، حيث ساهمت التطورات المتلاحقة للإنترنت وتعدد أجياله لتغير مفهوم صناعة الإعلام، حيث أحدثت ثورة المعلومات التي يعيشها العالم الآن طفرة هائلة في الصناعة الإعلامية وأنماط استهلاك المعلومات وإنتاجها ونشرها والتشارك فى مضامينها، وقد تنوعت أشكال الإعلام الرقمي ما بين المواقع الإعلامية على شبكة الإنترنت،  الصحافة الالكترونية،  الإذاعة والتلفزيون الالكتروني، ويشمل ما سبق خدمات البث الحي للقنوات التلفزيونية، والإذاعية على مواقع الإنترنت من خلال حزم البث الإذاعي، الإعلانات التجارية عبر مواقع الانترنت، المدونات، واستخدام الهواتف الذكية في البث التلفزيوني، وغير ذلك من المجالات المختلفة والمتنوعة التي تزخر بها مواقع الانترنت.
وبالتالي تحدد مشكلة الدراسة في التعرف على طبيعة التقنيات الرقمية التي وظفتها صفحات المؤسسات التلفزيونية المصرية الخاصة والحكومية على مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك مواقعها الالكترونية، بهدف تطوير شكل ومحتوى الرسالة التلفزيونية المنشورة عبرها وتحقيق معدلات انتشار أكبر لدى جمهورها.
واعتمدت الدراسة على نظرية قبول التكنولوجيا والقيادة التحويلية، كما تعد الدراسة وصفية تحليلية لصفحات القنوات التلفزيونية المصرية الخاصة والحكومية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتركيز على توظيفها للتقنيات الرقمية في تقديم الرسالة الإعلامية التلفزيونية للجمهور.
وتبين أن المؤسسات الإعلامية التلفزيونية لم تكن بعيدة عن التطورات التكنولوجية وما فرضته من بيئة اتصالية جديدة ظهرت وبرزت ملامحها في المجالات المختلفة داخل المؤسسة التلفزيونية سواء على مستوى الإدارة البحتة أو على مستوى شكل المحتوى التلفزيوني أو مضمونه أو ضرورة تبني هذه القنوات منابر أخرى تكنولوجية للتواصل مع جمهورها مثل المواقع الالكترونية وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات هاتفية سواء ابتداع أبليكشن خاص بالقناة لتعريف الجمهور بخدماتها أو للتفاعل أو توظيف تطبيق الواتس اب في توجيه الرسائل للجمهور، لذا اتجهت بعض القنوات لوجود فريق متخصص في الإنتاج التلفزيوني المخصوص لمواقع التواصل الاجتماعي وتخصيص ميزانيات لذلك.