هدفت الدراسة التعرف على التراث العربي والأجنبي المتعلق بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وتوظيفها في المجال الإعلامي، وثبت ارتفاع تأثير الذكاء الاصطناعي على بنية العمل الإعلامي وبخاصة المؤسسات الصحفية، كما أسهم الذكاء الاصطناعي في نشر المعلومات التي تقوم المؤسسة الإعلامية والصحفية بإنتاجها على مدى واسع، حيث أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل تطورًا كبيرًا في بيئة العمل الإعلامي لقدرتها التغلب على المشاكل الأساسية التي تواجه الصحافة المعاصرة وكذلك وسائل الإعلام المختلفة، ومكافحة الأخبار المزيفة، وتحرير الأخبار وفقًا لسياسة التحرير، وكذلك تخصيص المحتوى، كما ثبت فعاليته في مجال التسويق الرقمي المتفاعل مع الأفراد والمتوقع لسلوكياتهم المستقبلية في المجال التجاري وكذلك في تطوير شكل تقديم الرسائل الإعلامية عبر البرامج التلفزيونية وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يتوقف مجال توظيف الذكاء الاصطناعي على الشأن الإعلامي فقط، بل امتدت تأثيره الاجتماعي لتوظيفه في مجالات حياتية مختلفة منها المجال الأمني والطبي والاقتصادي، كما اتجهت بعض الدراسات لمناقشة إشكالية قبول تقنيـات الـذكاء الاصطناعـي من حيث مجالات الاستخدام وقبول الأفراد لاتخاذ تطبيقات الــذكاء الاصطناعي للقــرارات وارتياحهــم للتفاعــل مــع الآلات بديلًا عـن البشر، إلا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تثير بعض ردود الأفعال الرافضـة لاختراق خصوصيـة الأفراد وتوظيـف بياناتهـم الشـخصية ضمـن حـزم البيانـات الضخمـة التـي يعتمـد عليهـا الـذكاء الاصطناعي، واحتمالات الافتقاد للتـوازن والتحيـز في قـرارات تطبيقـات الـذكاء الاصطناعي في المجالات الماليـة والائتمانية والإسـكان والتوظيـف بالنظـر إلى الانفصال بـين الواقـع والتمثيـل الكمـي للبيانـات التي يتـم الاعتماد عليهـا في اتخـاذ القـرارات، لذا اتجهت الدولة نحو إعداد سياسات حكومية بخصوص الذكاء الاصطناعي والتأكيد على أهمية تطوير العنصر البشري المؤهل للتعامل مع التغيرات التكنولوجية الحديثة.