يهدف البحث الحالي إلى تمكين طلاب الجامعة من التربية الإعلامية، لمواجهة حروب الجيل الخامس، وتحقيق الأمن الإنساني، ولتحقيق أهداف البحث جرى اختيار عينة مكونة من (578) طالبًا وطالبة من طلبة المرحلة الجامعية الأولي (البكالوريوس والليسانس)، ومرحلة الدراسات العليا، ممن يدرسون في جامعة القاهرة خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي (2021- 2022م)، تم اختيارهم بطريقة عرضية/ متاحة، من مجتمع الدراسة البالغ عددهم (207853) طالبًا وطالبة. وقد استخدم البحث الحالي منهج دراسة الحالة، مستعينًا بثلاث أدوات بحثية، وهي: الاستبانة، اختبار المواقف، المقابلة. حيث توصلت نتائج الدراسة إلى ضعف اهتمام الجامعة وأعضاء هيئة التدريس بنشر ثقافة التربية الإعلامية داخل الحرم الجامعي، وهو ما أدي إلى ضعف امتلاك طلاب وطالبات الجامعة لمهارات التربية الإعلامية، الأمر الذي أسفر عن ضعف وعيهم بممارسة تلك المهارات مع حروب الجيل الخامس الممتدة عبر وسائل الإعلام الجديد (فيسبوك، توتير، إنستغرام)، وهو ما أثر على تحقيق الأمن الإنساني بأبعاده المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبناءً على ما تقدم تم وضع تصور مقترح لتحقيق أهداف البحث الحالي قائم على إعداد أعضاء هيئة التدريس/ والهيئة المعاونة، ووضع مجموعة من الأدوار الجديدة للجامعة ممثلة في إدارتها، والأنشطة الطلابية، والمقررات الدراسية، وطرائق التدريس، لنشر ثقافة التربية الإعلامية داخل الحرم الجامعي، وتمكين طلاب الجامعة منها ومن مهاراتها، بغرض ممارستها لمواجهة حروب الجيل الخامس القائمة على المعتقدات والاتجاهات والقيم والأفكار، وتحقيق أمن المجتمع الإنساني سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، ويمكن إبراز أهم توصيات البحث الحالي في الآتي:

تبني الجامعة لفلسفة قائمة على نشر ثقافة التربية الإعلامية، من خلال: الندوات، والمؤتمرات، والأنشطة الطلابية، والمسابقات الجامعية.
القيام بوضع استراتيجية لتحقيق فلسفة الجامعة القائمة على نشر ثقافة التربية الإعلامية بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
زيادة اهتمام عضو هيئة التدريس بقضايا المجتمع ومشكلاته المطروحة في وسائل الإعلام ومناقشتها مع طلابه وحثهم على إيجاد حلول لها.
تكثيف البرامج والدورات التدريبية بين الطلاب لتنمية ثقافة التربية الإعلامية.
تنمية مهارات الطلاب في التعامل مع مضامين الرسائل الإعلامية لوسائل الإعلام الجديد، وتمكينهم من إتقان تلك المهارات في التعامل مع حروب المعلومات والأفكار أو حروب الجيل الخامس.
استخدام طرائق التدريس الحديثة وتنويعها كالتعلم التعاوني، والتعلم النشط، وغيرها؛ بحيث تتيح الحوار والمناقشة بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتنمي التفكير الإبداعي والناقد لديهم.