استهدفت الدراسة التعرف إلى أطر معالجة الصحافة المصرية لأزمة سد النهضة الإثيوبي، وتُعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التي استخدمت منهج المسح بشقه التحليلي، كما استخدمت الدراسة المنهج المقارن للمقارنة بين مقاربات صحف الدراسة المتمثلة في: (الأهرام، الأهالي، المصري اليوم)؛ والتي تم اختيارها بعد إجراء دراسة استطلاعية للصحف عينة الدراسة في الفترة من (1/7/2021 إلى 31/10/2021)، ليتبين أن موضوعات أزمة سد النهضة الإثيوبي التي رصدتها صحف الدراسة قد تم تناولها باهتمام لافت, فقد أظهرت المعالجة الكيفية التي تعالج بها الموضوعات المختلفة, وطرق عرضها والتناول مجموعة حقائق مرتبطة بالموضوع عن طريق الانتقاء والإبراز لجوانب بعينها, وأكدت النتائج أن صحف الدراسة لم تركز على استخدام إطار واحد في معالجة الأزمة، بل طرحت عدداً من الأطر وفقاً لاختلاف مراحل تطور الأزمة خلال فترة الدراسة، فقد سيطر إطار التفاوض والتعاون والتفاهم، وإطار المماطلة والمراوغة وإثارة المخاوف بين معالجة صحف الدراسة الثلاث بدرجات متفاوتة، كما سجل إطار الصراع والخلاف والتحذير وإثارة المخاوف وفرض سياسة الأمر الواقع حضوره على معالجة القضية العامة، في حين سيطر إطار الهجوم، والاحتكار، والهيمنة وإظهار مزايا السد، وإطار الحرب العسكرية عبر معالجة صحيفة الأهرام لأزمة سد النهضة تمثلت، في بلورة إصرار إثيوبيا على الملء الأحادي للسد دون الاتفاق المُسبق مع دولتي المصب (مصر، السودان)؛ ويمكن تفسير التقارب الظاهر بين صحف الدراسة لأسباب تعود لتشابه موقفهم إزاء إثيوبيا باعتبارها دولة ليس لديها نية التفاوض على نحو جدي، ورغبة في ملء السد بمبادرة أثيورية فردية.