تعد المملکة العربية السعودية من بين أوائل الدول العربية التي بدأت في توظيف استراتيجيات إدارة المعرفة في قطاع الإعلام، الذي تطور تطوراً مذهلاً بفضل التقدم التقني المعاصر، إذ لم تعد وسائل الإعلام والاتصال برأي الباحث مجرد أدوات لنقل المعرفة، بل أصبحت من أهم العوامل المؤثرة في اتجاهات الأفراد والجماعات، وتکوين مواقعهم الفکرية والاجتماعية في کافة المجتمعات.
الأمر الذي يؤکد أن عملية تطوير المحتوى الإعلامي لقطاع الإعلام السعودي لا يمکن أن تتحقق دون تخطيط مسبق يقوم على أسس حديثة مستندة في الأساس على استراتيجيات إدارة المعرفة التي تستدعي تغيراً أساسياً في الاستراتيجيات التنظيمية في منظومة صناعة وإدارة المحتوى الإعلامي.
 وهذا ما يسعى الباحث لتحقيقه من خلال هذه الدراسة التي تنتمي إلى "البحوث الوصفية"، وتستند في إجراءاتها المنهجية على منهج "المسح الوصفي" من أجل الخروج بمؤشرات ودلائل حول دور إدارة المعرفة في تطوير المحتوى الإعلامي لقطاع الإعلام السعودي في ظل تحولات البيئة الرقمية.
وجاءت الدراسة في أربعة محاور: إدارة المعرفة... المفهوم والخصائص، واقع صناعة المحتوى الإعلامي بالمملکة ، متطلبات صناعة المحتوى الإعلامي في ظل متغيرات البيئة الرقمية، استراتيجيات إدارة المعرفة وتطوير المحتوى الإعلامي في قطاع الإعلام السعودي.
وخرج الباحث بمجموعة من المعطيات منها، إن مؤسسات قطاع الإعلام بالمملکة العربية السعودية أسهمت في خلق تأثير قوي داخل أنساق البيئة الإعلامية والفکرية والمعرفية والاجتماعية والثقافية للمجتمع السعودي، کما أن موضوع تطوير المحتوى الإعلامي الذي تقدمه أو تنقله أو تبثه مؤسسات قطاع الإعلام السعودي خلال العقدين الأخيرين يعد أحد التحديات التي تواجه المملکة.
وقدم الباحث بعض المقترحات والتوصيات منها: زيادة الاهتمام بتطبيق إدارة  المعرفة في قطاع الإعلام السعودي، وتطوير المحتوى الإعلامي الذي تقوم بإنتاجه أو نقله أو إذاعته او بثه، مع توفير التدريب والدورات اللازمة للکوادر الإدارية الحالية لتصبح على مستوى يؤهلها بذلک على الوجه الأکمل, وإشراک المستويات الإدارية الإعلامية المختلفة بهذه العملية والاستماع لآرائها والأخذ بالمقترحات التي تقدمها من أجل إغناء هذه العملية, ووضع استراتيجية عامة  کإطار عمل لإدارة المعرفة في مؤسسات القطاع الإعلامي السعودي.