هدفت هذه الدراسة إلى تقديم تصور مقترح لمدونة سلوک أخلاقية يمکن أن تسهم في ضبط وتنظيم استخدام الصحفيين المصريين لمواقع التواصل الاجتماعي، وذلک من خلال الاسترشاد بالمواثيق الأخلاقية ومدونات السلوک المهنية الصادرة عن عينة من المؤسسات الإعلامية العربية والدولية.
قام الباحث برصد ما يتعلق بتنظيم استخدام الصحفيين لمواقع التواصل الاجتماعي في مدونات السلوک المهنية والمواثيق الأخلاقية الخاصة بـ(27) مؤسسة وهيئة إعلامية وصحفية عربية ودولية، وخلصت الدراسة إلى أن هذه المواثيق الأخلاقية ومدونات السلوک المهنية بما اشتملت عليه من معايير وقواعد خاصة بتعامل الصحفيين مع الشبکات الاجتماعية تؤکد بشکل عام على أن الأخلاقيات التقليدية التي يلتزم بها الصحفيون في الإعلام التقليدي تبقى صالحة في مجال الإعلام الاجتماعي، وعليه، فإن الصحفي في فضاءات الإعلام الاجتماعي لا يتحرر من المبادئ الأخلاقية التي تنظم ممارسته المهنية، ولعل هذا ما دفع هذه المؤسسات إلى اتخاذ إجراءات لضبط وتنظيم تعامل منتسبيها مع مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها على النحو الإيجابي الذي يضمن استثمار إمکانيات هذه المواقع وشعبيتها في خدمة العمل الإعلامي المهني.
وقدم الباحث تصورًا مقترحًا لمدونة سلوک عبارة عن ميثاق تحريري يتضمن المعايير والقواعد المهنية التي يمکن أن تسهم في تنظيم استخدام الصحفيين المصريين لمواقع التواصل الاجتماعي، وتعتمد هذه المدونة على مبدأ التنظيم الذاتي الذي يعدّ الوسيلة الأنجح في توفير إطار عام لممارسة صحفية مهنية توازن بين حق الناس في المعرفة وحرية التعبير وبين الحفاظ على سلامة المجتمع وعدم الإساءة إلى الوطن أو الإضرار بمصالحه ومؤسساته.