يعد البدو، أهالي النوبة وأهالي سيوة أبرز ثلاث أقليات في مصر. لقد عانت هذه الأقليات على مدار تاريخها من الکثير من الصراعات بينها وبين الحکومات المتتالية، کما أنهم عانوا -ومازالوا يعانون - من تحديات اقتصادية عديدة، أهمها ظروف سکن غير ملائمة، انخفاض مستويات أجورهم ، والتمثيل الخاطئ والمنقوص mis and under representation في وسائل الإعلام الرسمية والاعلام العام المسيطر mainstream media . وتتميز الأقليات في مصر بالتنوع الديني واللغوي والقبلي والجغرافي. وتقدر أعداد هذه الأقليات ما بين 0,3% و5%.
من هنا، تناقش هذه الدراسة السمات والخصائص الرئيسية لوسائل الإعلام التي تعبر فيها الأقليات عن نفسها في مصر من خلال الترکيز على عمليات إنتاج المحتوى، والديناميات التي تشکل هذا المحتوى وتؤثر عليه. وتهدف هذه الدراسة الى التعرف على العلاقة بين إعلام الأقليات واعلام الدولة من جهة ، تحليل التحديات الاقتصادية والمهنية التي تواجه هذا الاعلام. کما تعني هذه الدراسة بالکشف عن الأساليب والمحتوي الاعلامي الذي يستخدمه هذه الجماعات لتمثيل أفرادها، وتحديد هويتها الثقافية والعرقية، وکيفية توظيف وسائل الاعلام من قبل هذه الجماعات لأداة من أدوات التعبئة والحشد، والتعبير عن الاحساس الوطني ، وإنتاج محتوى لتحقيق التواصل فيما بينهم ومع المجتمع المحيط. وتنطلق هذه الدراسة من الإطار النظري المتعلق بنظرية المجال العام لهابرماس وفکرة الجماهير المضادة لنانسي فريزر (1990 Fraser,).