تمثل القضية التي يتناولها هذا البحث قضية رأي عام عالمي، نظرًا لارتباطها بحياة البشر جميعًا، وباعتبار أن للإعلام دور مهم في التعامل مع القضايا والأزمات، جاءت هذه الدراسة لتلقي الضوء على  الصحف الدينية ودورها في التعامل مع أزمة فيروس کورونا، حيث سعت الدراسة للتعرف على اتجاهات الصحف الدينية في تعاملها مع أزمة کورونا، ومدى اختلافها عن غيرها من الصحف الأخرى، وکيف اهتمّت هذه الصحف بتناول تطورات أزمة کورونا، وما هي الأساليب التي اعتمدت عليها في التأثير على القارئ وإقناعه باستراتيجيات المواجهة لهذه الأزمة. وأجرى الباحث دراسته التحليلية في الفترة ما بين (1مارس  وحتى 1 يوليو 2020م)، على صحيفتي "صوت الأزهر"، و "عقيدتي"، وقام بمسح شامل لکل الموضوعات المتعلقة بأزمة کورونا في الصحيفتين خلال هذه الفترة، حيث بلغ عدد هذه الموضوعات نحو 251 موضوعًا. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها: أن الصحف الدينية – عينة الدراسة – اهتمت اهتماًمًا کبيرًا بتناول أزمة کورونا منذ بدايتها، کما أنها استخدمت أساليب متنوعة في التعامل مع الأزمة، وکان من أکثرها ترکيزًا من الصحيفتين هو المعالجة من خلال طرح حلول جديدة لمواجهة الأزمة، وهو ما جاءت نتيجته بنسبة إجمالية 54.5%.  ومن واقع التخصص الديني لصحف الدراسة، فإن المعالجة من الناحية الدينية تصدّرت نتائج الدراسة حيث جاءت بنسبة 37.8%، لکن في الوقت نفسه لم تغفل الصحيفتان الجانبين الصحي والتوعوي، حيث جاءت نسبة المعالجة لکل منهما 17.9%. لکن في الوقت الذي جاءت فيه معالجة صحف الدراسة إيجابية بنسبة 100%، فإنها اعتمدت على الاستمالات العاطفية أکثر من غيرها وبنسبة 50.5% في إقناع القارئ بخطورة هذه الأزمة وأهمية اتباع الإجراءات الاحترازية في التعامل معها.