أدت أزمة جائحة کورونا منذ موجتها الأولى إلى عديد من التغييرات في کافة مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها, وکانت المؤسسات التعليمية الأکثر تأثرًا بهذه الجائحة, حيث شهدت إغلاقًا وتعليقًا جزئيًا ومحاولة إيجاد سبل أخرى لإتمام العملية الدراسية عن بعد, نظرًا لضرورة تطبيق التباعد الاجتماعي ومنع التزاحم. وکان من أبرز هذه السبل التوجه نحو التعليم عن بعد باستخدام کافة المنصات والوسائل الاتصالية الحديثة فضلاً عن وسائل التواصل الاجتماعي, لتحقيق أهداف التواصل بين الطلاب والأساتذة في المجتمعات الجامعية.
انطلقت هذه الدراسة من ضرورة الکشف عن فعالية تطبيق مفهوم التربية الإعلامية الرقمية والتربية الرقمية بشکل أعم وأشمل, وکيفية اکتساب الطلاب لمهارات التربية الرقمية واستخدامها في إتمام عملية التعليم الإلکتروني, حيث تم مسح آراء عينة مکونة من 650 مفردةٍ من طلاب کليات الإعلام في مختلف الجامعات المصرية الحکومية والخاصة, للوقوف على مستوى مهارات التربية الرقمية لديهم, ولمحاولة تطوير مقررات کليات الإعلام لمواکبة هذا التغيير.
وصفت الدراسة في نتائجها تجربة التعليم عن بعد باعتبارها تجربةً جيدةً, لکنها تحتاج إلى مزيد من الاستعداد والتدريب. وأوضحت عدم وجود فروق بين الذکور والإناث أو بين طلاب الجامعات الحکومية والخاصة في اکتساب مهارات التربية الرقمية المختلفة, من مهارات معرفية وإنتاجية وتواصلية. واتفق معظم أفراد العينة على عدم تناسب کافة مقررات الإعلام مع تجربة التعليم عن بعد, خاصة مقررات التدريب العملي ومقررات الإذاعة والإنتاج التلفزيوني ومشروعات التخرج.