تزايد في الآونة الأخيرة انتشار الشائعات وسرعة تداولها بين أفراد المجتمع وخاصة أثناء الحصار والأزمات التي عاني منها المجتمع الفلسطيني في الآونة الأخيرة, وتختلف الشائعات في طبيعتها وهدفها والمجتمع المستهدف من ورائها فبعض الشائعات تکون ذات صبغة سياسية ومن أهدافها تقويض الأمن العام في المجتمع وخلق روح من السخط والعداء تجاه ولاة الأمور, وقد تکون اقتصاديه تهدف إلي تشکيک المستهلک في نوعية المنتج وجودته وتأثيره علي الصحة مما يؤدي إلي عزوف شريحة من شرائح المجتمع عن شراء أو استخدام هذا المنتج کما حدث في شائعة عدم جواز شرب البيبسي والصلاة لوجود مواد مستخرجة من الخنزير في هذا المشروب وتم تداولها بشکل کبير عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي سواء Facebook أو Whatsappوغيرها, أو تکون شائعة أخلاقية تستهدف شخصية عامة ويتم نشرها لتشويه صورته إمام الجمهور المشجع له وتتسبب هذا النوع من الشائعات بمشاکل اجتماعية ونفسية وأحياناً قانونية للشخصية العامة المستهدفة, وقد تکون الشائعات تدور حول أمور صحية مثل انتشار بعض الأوبئة والأمراض مما يؤدي إلي بث الرعب والخوف بين أفراد المجتمع ,وهنالک الشائعات الدينية وتکون عن طريق نشر فتاوى متشددة أو غير صحيحة ودون وجود سند صحيح من القرآن والسنة الأمر الذي يؤدي إلي نشر أحاديث ضعيفة أو غير صحيحة تضلل أفراد المجتمع وتؤدي إلي ابتداع أمور وسلوکيات لم ترد في صحيح السنة ومن غير دليل يستند إليه.
ولقد ساهمت الوسائل الإعلامية التقليدية والحديثة وخاصة القنوات الفضائية والإذاعية الخاصة والمملوکة لرجال أعمال تدفعهم احياناً توجهاتهم الأيديولوجية إلي تبني أراء غريبة عن مجتمعهم وعن الفکر الإسلامي القويم ويقومون بالترويج لهذه الأفکار عن طريق نشر شائعات غير حقيقة عن الدول أو المجتمعات التي يرغبون في بث الفرقة وزعزعة الأمن فيها بعيدين کل البعد عن الحيادية الإعلامية وما تقتضيه أخلاقيات المهنة ,کما عملت وسائل الإعلام الجديدة و قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة في المساعدة علي نشر الأکاذيب بسرعة اکبر من السابق وعلي نطاق أوسع فتکذب الکذبة لتصل إلي آفاق الدنيا .
لذا جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء علي اتجاهات الجمهور الفلسطيني نحو الشائعات خلال أزمة العدوان الصهيوني علي قطاع غزة 2014.
أهم نتائج الدراسة:
1- أوضحت الدراسة أن أفراد العينة يحصلون على المعلومات أثناء الأزمات, من شبکات التواصل الاجتماعي 82.76 % في المرتبة الأولى والإذاعة والتلفزيون في المرتبة الثانية بنسبة 77.59 % وفي المرتبة الثالثة المواقع الالکترونية بنسبة 67.24%, وقد يعزى ذلک إلى سرعة وفورية نقل الأخبار لهذه الوسائل وسهولة الوصول أليها .
2- بينت الدراسة إن أفراد العينة يتأکدون من وجود مصدر للمعلومات أثناء تناقلها في الأزمات وجاءت الموافقة بنسبة کبيرة 76.80% وهو مدى تأکد کبير .
3- أوضحت الدراسة إن أفراد العينة استقت معلوماتها أثناء العدوان الاسرائيلي 2014 على غزة 'من الإذاعات المحلية في المرتبة الأولى بنسبة 75.67% وفي المرتبة الثانية شبکات التواصل الاجتماعي بنسبة 57%.
4- بينت الدراسة إن أفراد العينة يتعاملون مع الأخبار والمعلومات التي لا يتواجد لها مصادر أو تصنف في إطار الشائعات بطرق مختلفة حيث جاء في المرتبة الأولى من خلال التأکد والبحث عن مصدرها بنسبة 41.4% وهذا يعني إن أفراد العينة يتوافر لديهم وعي بأهمية مصدر المعلومات والأخبار والتفريق بين الأخبار والشائعات.
5- أوضحت الدراسة أن سبب انتشار الأخبار المجهلة والشائعات يعود إلى إثارة الرعب وتشکيل الرأي العام بشکل خاص في المرتبة الأولى بنسبة 79.3%.
6- بينت الدراسة إن الشائعات عبارة عن سلوک عدواني ضد المجتمع ويعبر عن العقدة النفسية المترسبة في نفوس الأفراد, حيث جاءت موافقة أفراد العينة بشکل کبير على ذلک.
7- أوضحت الدراسة على الموافقة الکبيرة لأفراد العينة على أن , الشائعات تعمل على تکوين البلبلة الفکرية والنفسية.
8- بينت الدراسة أن أکثر الفئات الاجتماعية انسياقا وراء الشائعات النساء في المرتبة الأولى بنسبة 62.1% وهذا يتوافق مع نتائج سابقة مثل دراسة (شلدان, والهمص 2010).
9- أوضحت الدراسة أن النساء أکثر الفئات الاجتماعية انسياقا وراء الشائعات وبنسبة 36.2%.
10- أوضحت الدراسة أن أکثر الشائعات انتشارا في المجتمع الشائعات, السياسية, المرتبة الأولى وبنسبة 63.8% والمرتبة الثانية العسکرية والأمنية 22.4% وقد يعزى ذلک لطبيعة الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني.
11- بينت الدراسة أن صفات مروجي الشائعات في المجتمع ليست صفة واحدة بل مجموع الصفات (حاقد + مريض + غير متفق) في المرتبة الأولى بنسبة 51.7% وهذا يوضح نظرة المجتمع لهذه الفئة.
12- بينت الدراسة على الموافقة الکبيرة لأفراد العينة على أن بعض الجهات تستخدم الشائعات لمحاربة أعدائها بشکل غير أخلاقي .
13- بينت الدراسة أن أسباب انتشار الشائعات أثناء أزمة العدوان الصهيوني على قطاع غزة 2014 يعود إلى إن الشائعات, تزداد في الحروب وتعتبر أحد أساليب الحروب في المرتبة الأولى وبنسبة 27.6 وفي المرتبة الثانية قلة وعي الجماهير بأساليب الدعاية والحرب النفسية بنسبة 25.9% .
14- بينت الدراسة الموافقة الکبيرة لأفراد العينة على إن, الشائعات کانت موجودة قبل أزمة العدوان الصهيوني .
15- أوضحت الدراسة الموافقة الکبيرة على إن الشائعات تزداد مع التطور التکنولوجي وزيادة التقنيات الحديثة والوسائط المتعددة
16- أشارت الدراسة الموافقة الکبيرة على إن الشائعات تکثر وتزداد في التجمعات التي يقل فيها الشفافية وتغيب عنها المعلومات الموثوق فيها
17- أوضحت الدراسة علي الموافقة الکبيرة على إن الشائعات تکثر أبان الأزمات والمشاکل والحروب .
18- أکدت الدراسة على الموافقة الکبيرة على أن الشائعات تنتشر في فترات التحولات الاجتماعية .
19- بينت الدراسة على الموافقة الکبيرة على أن الشائعات الأکثر تکرارا وانتشارا هي الشائعات المرتبطة بمناحي الحياة المتنوعة .
20- أوضحت الدراسة على الموافقة الکبيرة على أن, مطلق الشائعات يتبع أساليب الحرب النفسية حتى تحقق الشائعات هدفها .
21- بينت الدراسة أن أفراد العينة لا يعطون مصداقية للشائعات التي انتشرت أثناء العدوان الصهيوني على قطاع غزة 2014 وجاءت بنسبة 82.8% وقد يعزى إلى نسبة التعليم العالية التي يتمتع بها المجتمع الفلسطيني .