تؤطر مشکلة الدراسة في أن کارتون باربي يسوق لثقافات أخرى قد لا تتلائم مع المنظومة الثقافية السائدة في مجتمعاتنا وتروج لأفکار وأساليب حياة عبر مضمونها الترفيهي الذي يشجع على النزعة الاستهلاکية ويخلق رغبات لدى الأطفال في اقتناء المنتجات المستوحاة من باربي ويولد حاجات يصعب عليهم اشباعها وهذا يؤدي الى حدوث صراعا نفسيا وتناقضا بين ما تصوره لهم باربي وبين عالمهم الواقعي.
,لقد تمخضت اجراءات الدراسة التوصل الى مجموعة من الاستنتاجات في اطار اهداف البحث وتم ايجازها بالآتي:

هناک اثر واضح لأفلام الرسوم المتحرکة "باربي" على تصورات الاطفال المتابعين لها، کونها تقدم لهم عالما مليئا بالمشاهد المثيرة والطبيعة الجميلة والخيال الواسع والرموز المحببة التي تجعلهم ينقادون لمضامينها ويسعون لتمثلها في فهمهم للواقع وتصورهم له.
احتوت افلام باربي افکار ومعاني کثيرة جدا عززت تنميطات متباينة سواء أکانت لأشخاص ام لادوار وأفکار وعادات وتقاليد وعلاقات وطرق حياة، وبذلک فهي تمثل مصدرا جاهزا للتقمص والمحاکاة يغرس لدى من يتعرضون لها الکثير من الصور النمطية عن الواقع الاجتماعي.
تبين ان تصورات الاطفال تتأثر بمضامين افلام باربي بغض النظر عن نوعهم الاجتماعي (ذکر، انثى). اذ ان عملية التعرض وفهم المضامين وتمثلها هي عملية عقلية بامتياز وليس للنوع اثر واضح في ذلک.
اتضح ان تصورات الاطفال بشأن مضامين باربي کانت اکثر وضوحا کلما تعلق الامر بمشاهد مدرکة في واقع الحياة اليومية مقارنة بالمشاهد الخيالية، ويرجع ذلک الى ان الاولى يسهل فهمها وإمکانية محاکاتها مع نماذج حياتيه ملموسة، اما الثانية فهي مجردة الى حد کبير ومن ثم فان عملية فهمها وتصورها تواجه نوع من الصعوبة لا سيما بالنسبة للأطفال في مراحل عمرية مبکرة.
انبهر الاطفال بشخصية باربي اذ کانوا يعدونها نموذجاً للفتاة العصرية المتميزة وکان ترکيزهم الرئيس على جمالها ومظهرها الخارجي فقد ابدوا اعجابهم باناقتها، فضلا عن مکانتها الاجتماعية وطبيعة الادوار التي کانت تقوم بها، لذا فان الاطفال يقتدون بالنموذج باربي التي تساعد في تکوين تصوراتهم واتجاهاتهم لاسيما وان تقبلهم للآراء والأفکار التي تجسدها باربي يحدث من دون تحليل ونقد حتى ولو تعارض ذلک مع ثقافتهم السائدة.