لا شک أن التجارب الانتخابية من المظاهر المعبِّرة عن المشارکة السياسية، وتعد البيئة الاتصالية من أهم العوامل المؤثرة في المعرفة وتشکيل الاتجاهات وبخاصة للناخبين في الخارج. وقد مرت تجربة انتخابات الرئاسة المصرية عام 2012م، وانتخابات 2014م، بالکثير من التحوُّلات السياسية والاتصالية، وساهمت عوامل عدَّة في تغيير المواقف بالنسبة لجمهور الناخبين الخارجيين مابين الفترة الانتخابية  الأولى والثانية. وانطلاقاَ من ذلک سعت الدراسة إلى معرفة تأثير البيئة الاتصالية على القرار السياسي للناخب الخارجي المصري المقيم في السعودية. وتناول الجانب النظري من الدراسة: الانتخابات المصرية ومشارکة الناخب الخارجي، والتصويت الخارجي في الانتخابات والذي شمل التصويت الالکتروني والتصويت الالکتروني عن بعد، کما تناول قوانين الإعلان الانتخابي وتأثير الإعلام على المرشحين، إضافة إلى تأثير البيئة الخارجية على الناخبين في الخارج. وأجريت الدراسة الميدانية على عيِّنة عشوائية منتظمة قوامها الاجمالي 150 مفردة، قسِّمت بالتساوي بين عيِّنة من الناخبين المصريين المقيمين بالسعودية المشارکين في الانتخابات الرئاسية المصرية عام 2012م، وعيِّنة أخرى من الناخبين المصريين المقيمين بالرياض المشارکين في الانتخابات الرئاسية المصرية عام 2014م.    
وقد خلصت نتائج الدراسة إلى أن وسائل الاعلام الاجنبية تصدَّرت قائمة المصادر التي ساعدت الناخبين المصريين في الحصول على المعلومات واتخاذ قرار التصويت لمرشح الرئاسة المصري في انتخابات عام 2012 و 2014. يليها مواقع الإنترنت وشبکات التواصل ، حيث حلت ثانياً بانتخابات 2012، وثالثاً 2014. بينما حلَّت وسائل الاعلام السعودية في المرتبة الثالثة، کمصدرٍ للناخبين المصريين في اتخاذ قرار التصويت للمرشح في انتخابات 2012، ووسائل الاعلام المصرية ثانياً 2014. وأن الناخبين المصريين لا يعتقدون أن لوجودهم في السعودية علاقة بقرار التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية، بنسبة 59,3%، بينما 31,3% يعتقدون أن هناک علاقة إلى حدٍّ ما. ويلاحظ أن الناخبين المصريين الذين لا يعتقدون أن لوجودهم في السعودية تأثيرٌ على قرار التصويت في انتخابات 2014 بلغوا (69,3%) مقابل (49,3%) عام 2012م. وبيَّنت النتائج أن تأثير البيئة الاتصالية على قرار الناخب الخارجي في انتخابات 2012، من خلال الاتصال الشخصي مع السعوديين أولاً ثم المصريين المقيمين بالسعودية. أما في انتخابات 2014 جاء تأثير البيئة الاتصالية على قرار الناخب المصري الخارجي عن طريق الاتصال الشخصي أولاً ثم وسائل الاعلام السعودية فاهتمام المجتمع السعودي بالمرشح.  ويلاحظ أن الرئيسان اللذان فازا في الفترتين الرئاسيتين جميعهما حصلا على تأييد سعودي إما شعبي بحکم الالتزام الديني للمجتمع، وإما سياسي من قِبل الدولة، وهو ما  قد يشير إلى تأثيرٍ للبيئة الاتصالية والسياسية الخارجية على قرار الناخب الخارجي في الانتخابات المصرية.