تتبلور مشکلة الدراسة فى محاولة للتعرف على تقييم الإعلاميين أنفسهم لدورهم وللعوامل المؤثرة فى أدائهم للعمل الإعلامى کمهنة ممارسة وتقييم أسلوب ممارسة زملائهم فى الفضائيات المصرية وبرامج التوک شو فى عرض قضايا الرأى وتأثير الضغوط والعوامل التى تنعکس على قيمهم وتصوراتهم المهنية وأدوارهم التى يقومون بها والعوامل المؤثرة عليهم.
وقد عبر الإعلاميون الممارسون من خلال المقابلات المتعمقة عن دور وأهمية البرامج الحوارية فى الفضائيات المصرية عن إيصال المعلومة للجمهور والتأثير عليه وانها وسيلة للتعبير عن هموم المواطنين ونقل صوتهم للمسئوين خاصة بعد تراجع دور وسائل الإعلام التقليدية، وأنها أصبحت بالمشارکة مع مواقع التواصل الاجتماعى عبر الإنترنت البديل الإعلامى الفضائى فى مناقشة القضايا وطرح الموضوعات والتعرف على الآراء المختلفة ورغم دورها إلا أنها تحوى کثير من التجاوزات فى بحثها عن الإثارة وعدم التدقيق فى المعلومات والترکيز على السلبيات واللجوء للألفاظ المتدنية والملاسنات بين ضيوفها والتراشق اللفظى لجذب مزيد من المشاهدات.
وعبروا عن وجود عدد من المقترحات لتنظيم العمل الإعلامى بها منها تطبيق سياسة إعلامية واضحة المعالم ومعلنة لجميع القنوات لتنفيذ کود أخلاقى ومهنى واعتباره الزام وليس اختيار، والفصل بين الملکية وإدارة القناة منعاً لتأثير صاحب رأس المال على القائمين بالاتصال، وخروج نقابة الإعلاميين للنور للحفاظ على هيبة المهنة وإصلاح الخلل الحالى وتطبيق قانون تنظيم الإعلام والصحافة لضبط الأداء من خلال هيئة محايدة تطبق عقوبات متدرجة بدءاً من وقف بث البرنامج ثم إلغاؤه وانذار القناة وحتى شطب الإعلامى غير الملتزم.
واظهرت نسب متابعة مرتفعة لبرامج التوک شو والحوارية الفضائية من الإعلاميين عينة الدراسة بنسبة (٨٤٪) وجاءت قنوات الحياة وبرامجها الحياة اليوم على رأس قائمة القنوات والبرامج الأکثر مهنية والتزاما من وجهة نظرهم، يليها القاهرة والناس وبرنامج القاهرة ٣٦٠، ثم قناة ام بى سى مصر، وبرنامج يحدث فى مصر وقناة السى بى سى وبرنامجها هنا العاصمة. وقناة دريم  وبرنامجها العاشرة مساء، وعبر المبحوثون عن مميزات عدة تتوافر فى هذه البرامج منها تنوع الضيوف المشارکين (بنسبة ٤٥٪) وعرض الآراء بموضوعية بنسبة ١٤.٣٪ والاستعانة بالتقارير الحية وشبکة المراسلين بنسبة ٣٤.٣٪.
فى حين جاءت برامج "على مسئوليتى" على قناة صدى البلد، والعاشرة مساء فى قناة دريم ومانشيت على قناة أون تى فى وهنا العاصمة ومع إبراهيم عيسى فى ابرامج التى يحدث بها تجاوزات مهنية ومن أبرز هذه التجاوزات المبالغة والتحيز لوجهة نظر واحدة (بنسبة 74.3%) ونشر إشاعات وعدم الاعتماد على مصادر موثوق بها والدفاع عن سياسة القناة والترکيز على الإثارة والتجاوزات اللفظية.