من الاطار النظرى الذى تستند اليه الدراسة والخاص بنظرية الأطر الاعلامية والمفاهيم النظرية المتعلقة بها، وکذلک مفهوم الأزمة الدولية وخصائصها ومراحلها والتکنيکات الاعلامية المستخدمة فى تناول الأزمات بالإضافة الى الاطلاع على الدراسات السابقة العربية والأجنبية المتعلقة بکل ما سبق أمکن تحديد مشکلة الدراسة کما يلى :
"نظرا لاعتبار أزمة سد النهضة واحدة من أبرز الأزمات الحالية التى تواجهها مصر کطرف أساسى ولما تمثله تلک الأزمة من أهمية أبعادها وخطورة تأثيراتها، ونظرا لفاعلية الدور الذى تقوم به وسائل الاعلام المختلفة فى ادارة الأزمات الدولية، وکذلک تباين الأداء الاعلامى الاخبارى والذى يسعى فى النهاية الى بلورة وجهة نظر قد تکون نابعة من الاتجاه السياسى للدولة التى تمثلها أو ساعية لتحقيق هدف استراتيجى معين يخدم مصالحها...تسعى هذه الدراسة الى محاولة الوصول الى رؤية متکاملة حول الأداء الاخبارى للمواقع الرسمية للقنوات التليفزيونية الاخبارية الناطقة بالعربية من خلال عينة من تلک القنوات اشتملت على  (قناة CNN/ قناة روسيا اليوم / قناة فرنسا 24) والتى تمثل دولها اتجاهات سياسية مختلفة ، وذلک من خلال تکامل التحليلين الکمى والکيفى للمضمون الاخبارى المقدم عليها بشأن أزمة سد النهضة  وذلک على مدى الفترة التى امتدت من بداية 2013 الى يونيو 2016 (وقت إجراء الدراسة) والتى اشتملت على متغيرات وتطورات هامة فى الأزمة - لحين اجراء الدراسة- وتضمنت مرحلة تصاعد الازمة وذروتها اضافة الى فترة تسبق تلک الذروة وأخرى تليها".وخلصت الدراسة الى:
- يوضح تحليل النماذج الاخبارية التى تم نشرها على مواقع القنوات الثلاث عينة الدراسة بعض ملامح لتناول أزمة سد النهضة ..منها :
-  اشترکت مواقع القنوات الثلاث فى استخدام  نفس الأطر والتکنيکات الاعلامية  بنسب متفاوتة فى تناول الأزمة، الا أنها اختلفت فى أسلوب المعالجة من خلالها وذلک تبعا للهدف والموقف السياسى للدول التابعة  لها تلک القنوات...ويتضح ذلک من تکامل الرؤية التحليلية للمضمون الظاهر والضمنى للتناول الاخبارى للأزمة.....
-  حيث يميل موقع روسيا اليوم الى المساندة لمصر مع الحذر الناتج من صعوبة التنبؤ بمستجدات الأزمة، وبالرغم من ترکز رؤيته للأزمة فى أن  "النيل هو الشريان الرئيسى للحياة فى مصر بکل مجالاتها"  - وهو ما يعطى الحق لمصر فى التمسک بموقفها وعدم التنازل عن حقوقها المستمدة من معاهدات دولية تاريخية، کذلک فإن افضل طرق حل الأزمة هى الطرق السلميه والسعى لتحقيق التعاون المشترک وهو ما سعى التناول الأخبارى الى تعميق مفاهيمه باستخدام تکنيک "تحويل الاتجاه" فى مرحلة مبکرة من تناول الأزمة  - الا انه يميل الى تجسيد الرؤية الواقعية للأحداث من خلال رؤية الجانبين المصرى والأثيوبى والتطورات اللحظية للمواقف و التنبيه الى الأمر الواقع....وقد اعتمد موقع روسيا اليوم على تکنيک "التهدئة" فى مرحلة ذروة الأزمة - والتى تم تناولها بنسبة أکبر من خلال تکنيک التصعيد على الموقعين الأخريين- بالإضافة الى استخدام موقع روسيا اليوم لتکنيک "التجريد من الشرعية" بهدف دعم موقف مصر القانونى الخاص بصحة المعاهدات التاريخية التى تستند اليها فى التمسک بحقوقها الممنوحة لها بموجب تلک المعاهدات.
-  وتناول موقع قناة "CNN" الأزمة بأسلوب معالجة مختلف باختلاف الموقف الأمريکى من مصر، إلا أن التناول الأخبارى له قد عمد الى التکامل بين المحتوى الظاهر والضمنى للتناول، وهو ما يظهر فى اشتمال تناول أخبار الأزمة للشأن الداخلى فى مصر، ومحاولة رسم صورة سلبية غير مباشرة  لمصر من خلال التناول وذلک باستخدام آليات التأطير- من (الکلمات والتعبيرات وکذلک العناصر الفنية کالصور) - استخداما يعطى معانى ضمنية تدعم الصورة السلبية، واستخدم الموقع تکنيک  "التصعيد" بأعلى نسبة بين التکنيکات المستخدمة فى التناول ويليه تکنيک "اثارة مخاوف الجماهير" وذلک فى مراحل الأزمة المختلفة وهو ما يشير الى استهداف  التأثير العاطفى والوجدانى ولم يستخدم مطلقا  "تکنيک التجريد من الشرعية" والذى يستهدف التأثير العقلى المستند الى حجج منطقية والذى يدعم موقف مصر فى الأزمة.ومما يؤکد هذا الاتجاه استناد المعالجة التى استهدفت تهدئة الأزمة الى البعد الدينى فى أحد التقارير المنشورة وهو ما يستهدف أيضا التأثير الوجدانى  ذلک بالإضافة الى تناول الأزمة من خلال عدة أطر متنوعة يعتمد بعضها على التأثيرات الوجدانية مثل اطار الاهتمامات الانسانية وإطار المبادئ الاخلاقية والذين لم يتناول الموقعان الآخران الأزمة من خلالهما.