عند القيام بإجراء عملية بحثية بسيطة حول عدد التعريفات التي تناولت مفهوم العلاقات العامة في إطاره النظري والتي أشارت إلى مصطلح الصورة الذهنية في کونها الهدف النهائي لأنشطة العلاقات العامة لوجدنا بأنها تشکل نسبة کبيرة من تلک التعريفات وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على إن الصورة الذهنية هي المرادف الحقيقي والطبيعي في ممارسة المؤسسات لأنشطة العلاقات العامة، وإن جميع الأدوار والوسائل والسبل تسخر من اجل بناء أو تصحيح أو تدعيم الصورة الذهنية للمؤسسة، وبشکل خاص المؤسسات الحکومية اذ عادة ما تکون أکثر تسليطا للضوء وأکثر عرضة للملاحظة کونها أکثر مساسا في حياة الإنسان الاجتماعية والإنسانية .
إن دراسة وتحديد مؤشرات بناء الصورة ومراحلها بشتى أبعادها تمثل احد أهم الإسهامات المعرفية النظرية في بناء اطر منهجية متکاملة لمفهوم الصورة الذهنية، إذ إن فهم أجزاء ومراحل تکوين الصورة وبناءها  (الإدراک) يسهم إلى حد بعيد في السيطرة والتحکم في بناءها بالشکل الذي يبتغيه ممارس العلاقات العامة، فضلا عن تحديد تکتيکات معينة متزامنة ومترافقة مع کل مرحلة من مراحل تکوين الصورة ابتداء من مرحلة التعرض وصولا الى مرحلة التثبت بالذاکرة>