في ظل ما تتمتع به وسائل الإعلام من دور نشط في تشکيل الوعي السياسي والقيام بخدمات متعددة ووظائف الرأي العام، والتي أصبحت وسيطًا بين الشعوب والحکومة بل وبين قطاعات مختلفة داخل الحکومة نفسها وبين الحکومات الأخرى، مما جعلها من المصادر الرئيسية والمهمة في تنمية وعي الأفراد السياسي وتزويدهم بصورة عن التکوين السياسي وأهدافه، علاوة على الدور الفاعل للنخب السياسية القادرة على بناء تصورات الناس وإملاء سلوکهم، وهم الذين تسمح لهم مواقعهم بالسيطرة على المعلومات ومن ثم على آراء الشعب واتجاهاته، تتحدد مشکلة الدراسة فيما يلي:
التعرف على طبيعة دور وسائل الإعلام الجديدة وتحديدًا مواقع التواصل الاجتماعي في تشکيل الوعي السياسي نحو رؤية المملکة العربية السعودية 2030 لدى الجمهور السعودي من وجهة نظر الخبراء والمتخصصين السعوديين، واستکشاف المصادر التي يتم الترکيز عليها في تشکيل وعي المجتمع السعودي السياسي نحو أهداف حکومته المستقبلية ومراحل تنفيذها والجهات المنوط العمل بها والقضايا التي تمثل أولوية المملکة العربية السعودية خلال الفترة المستقبلية.
وکشفت هذه الدراسة عن تميز وسائل الإعلام الجديد ما بين المواقع الالکترونية المتخصصة في عرض الرؤية 2030 وتوظيف مواقع التواصل الاجتماعي في الإعلان عن الرؤية تحقيقًا للانتشار والوصول لکافة المواطنين السعوديين الذين يستخدموا بشکل أساسي الفيس بوک وتويتر، وهو الأمر الذي يُعد طبيعيًا في ظل ما عاصرته المنطقة العربية من حراک سياسي کانت مواقع التواصل الاجتماعي العامل المؤثر والرئيسي في حدوث هذه الحالة، ويتضح من إجابات عينة الدراسة ارتفاع اعتمادها على وسائل الإعلام الجديدة في جمع المعلومات عن الرؤية 2030 للمملکة العربية السعودية في إطار موازي مع تعرضها لوسائل الإعلام التقليدية، کما تبين أن لوسائل الإعلام الجديد تأثيراتها في تشکيل الوعي السياسي لدى الخبراء والمواطنين عن أهداف الرؤية 2030 ومراحل تنفيذها، وأن التأثير الأکبر للتناول الإعلامي للرؤية في الجانب المعرفي.