تشير الدراسات الحديثة إلى أن تقنيات الهواتف النقالة من أسرع وسائل الإعلام الرقمية نمواً، فهي من بين الأجهزة الأکثر شعبية، حتى بين الأسر ذات الدخل المنخفض (low-income households)، ومن الواضح أن الهواتف الذکية سوف تستمر في التطور وذلک بسبب الجهود التي تبذل في التطوير المستمر باستخدام أحدث التقنيات، لتصبح أصغر حجماً، وأخف وزناً وکذلک أکثر فائدة وسهولة في الاستخدام، بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام الجديدة ووسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والإذاعة والتلفزيون متاحة أيضاً على الهواتف الذکية عبر شبکة الإنترنت مما يعني أن هذه التکنولوجيا الناشئة تسمح باستمرار استخدام الأشکال التقليدية والجديدة من وسائل الإعلام في أي مکان وزمان.
ولعل البيانات الصادرة عن الشرکات المتخصصة في تکنولوجيا الإلکترونيات توضح المکانة الکبيرة التي أصبحت تحظى بها الهواتف المحمولة وخصوصاً الذکية منها، فقد أشارت التقديرات الأخيرة إلى أن عدد الهواتف المحمولة سيفوق مجموع البشر في العام (2016) وذلک وفقاً لتقرير أخير حول تداول البيانات على الشبکة العالمية صدر عن شرکة سيسکو العملاقة المتخصصة في مجال الشبکات الإلکترونية، حيث توقعت الشرکة أنه بحلول عام 2016 سيکون هناک (10) مليارات هاتف محمول متصل بالإنترنت في العالم.

وسيتم تناول هذه الدراسة في إطار نظرية الاستخدامات والإشباعات کونها النظرية الملائمة لمثل هذا النوع من الدراسات وباعتبار أن مجال الإعلام الجديد والتقنيات الحديثة ومنها الهواتف الذکية وأجهزة التابلت (Tablets) وغيرها من الوسائل تحتاج للبحث والدراسة المتعمقة لأساليب استخدامها وما تقدمه للجماهير من خصائص إعلامية تشبع حاجاتهم ودوافعهم.