فى ضوء المسئولية الاجتماعية لوسائل الإعلام الاجتماعى, والتسويق الاجتماعى للأفکار والقيم, فانه قد ظهرت بعض الصفحات على موقع الفيس بوک تطالب بالعودة  مرة أخرى إلى الأخلاق الحميدة و إلى دعم الفضيلة فى المجتمع, وقد رصدت الباحثة  مجموعة من الصفحات المتخصصة فى طرح القيم الأخلاقية  مثل (ثورة الأخلاق, أخلاق شارعنا, مهذبون, مثقفون, خواطر راقية, مهذبون، أخلاقنا  -  وتجدر الإشارة  إلى أن هذه الصفحات  قد بدأت فى الظهور فى وقت متقارب إلى حد ما, خلال الفترة (2010 - 2012) -  وهى صفحات تحاول أن تقدم لوناً راقياً من الثقافة يمکن أن نطلق عليه (الثقافة الأخلاقية), غير أننا ليس لدينا أدلة علمية على فاعلية هذه الصفحات و قدرتها على التأثير فى أخلاق الشباب و سلوکياتهم, فمن الممکن أن يکون  لهذه الصفحات  قدرتها الجيدة  من خلال ما تقدمه من مضامين إيجابية أن تحقق مفهوم التسويق الاجتماعى للقيم و الأخلاق و الذى يعد إمتداداً  لفکر المسؤولية الإجتماعية بما يؤکد على البعد الاجتماعى فى الممارسات الإعلامية, کما تعکس دور التواصل و تبادل الاراء و الذى  من خلاله  ينمو و يتزايد التفاعل الاجتماعى بما يحمله من قيم و أخلاقيات.

وإنطلاقاً من أن التغيير فى السلوک إنما يعکس الأثر الذى تترکه متابعة وسائل الإعلام على الجمهور, فإن مشکلة الدراسة يمکن أن تتحدد فى رصد وتحليل و قياس دور هذه الصفحات فى تغيير السلوکيات الأخلاقية لدى عينة من الشباب من خلال متابعتهم لها, و بمعنى آخر (إلى أى مدى تؤثر متابعة الشباب لصفحات الثقافة الأخلاقية على الفيس بوک فى  تغيير سلوکياتهم