إن مکان مصر الإستراتيجي جعلها مقصدًا لکل الفئات باختلاف الثقافات, وقد أدى ذلک إلى تکوين مجموعات عرقية مختلفة عاشت بها على مدار السنين, کما زادت مع مرور الوقت. ومع اختلاف الآراء حول دور الإعلام المصري في التعامل مع الجماعات العرقية في مصر, وتعدد الآراء حول إلمام الإعلام بخلفيات مهمة تسهم في إثراء المحتوى الخبري المنتج بأکبر قدر من المعلومات والخلفيات، وتأثير ذلک في تکوين صورة هذه الجماعات العرقية, ونشر الوعي لدى الجمهور العام حولها، تهتم هذه الدراسة بالبحث في دور الإعلام المصري في رفع مستوى وعي الجمهور حول المجموعات العرقية المختلفة في مصر من خلال مناقشة قضاياها ومشکلاتها. وقياس مدى تأثير هذه التغطية الإعلامية في شعور الجماعات العرقية بالانتماء لمصر. فمن المفترض بشکل عام أن الصور النمطية الإيجابية أو السلبية للجماعات العرقية التي تقدمها وسائل الإعلام هي العنصر الحاسم والمؤثر في تطوير القوالب النمطية الإيجابية أو السلبية عن هذه الجماعات بين صفوف المتلقين. وبالتالي, فإن وسائل الإعلام لديها القدرة على التأثير في صورة المجموعات العرقية داخل المجتمع.
تنبع أهمية هذه الدراسة من عدة منطلقات, تتحدد فيما يلي:
-          ندرة الدراسات التي تناولت صورة الجماعات العرقية في وسائل الإعلام بوجه عام, وفي النطاق العربي بوجه خاص, رغم أهمية هذه القضية وتأثيراتها السياسية والاجتماعية في دول العالم بصفة عامة والمنطقة العربية بصفة خاصة، لما قد يترتب عليها من انقسامات تهدد استقرار الدولة نتيجة شعور أفراد هذه الجماعات بالتهميش في بعض الأحيان.
-      اهتمام الدراسة بالدور الإعلامي المفترض الذي يراه أفراد الجماعات العرقية والذي يتحدد في معالجة قضاياهم وتعزيز انتمائهم للمجتمع.
-      أهمية الجماعات العرقية داخل المجتمع؛ لأنها عامل تنوع وإثراء للمجتمع. وقد تکون عاملاً مهددًا لاستقرار المجتمع في نفس الوقت اذا لم يتم احتوائها بالشکل الملائم.