على الرغم من الدور الإيجابى الذى تؤديه الشبکات الاجتماعية فى إتاحة الأخبار والمعلومات للمواطن العادى وتيسير الوصول إليها، وخلق مساحة لمناقشة هذه الأخبار والتعبير عن الآراء المرتبطة بها، إلا أن مصطلح الأخبار الزائفة أصبح وثيق الصلة بالشبکات الاجتماعية نتيجة توفيرها للبيئة الخصبة لانتشار هذه الأخبار وزيادة تأثيرها على معارف الأفراد واتجاهاتهم نحو العديد من القضايا السياسية.
وقد تزايد الاهتمام بمکون الأخبار الزائفة کمکون رئيسى لعصر ما بعد الحقيقة Post Truth era والذى يرتکز على التجاهل المتعمد للأدلة والميل للنقاشات المرتکزة على العاطفة بدلاً من المعلومات والحقائق، وارتباطها بالعديد من القضايا المثارة حالياً مثل دور التکنولوجيا فى نقل الأخبار، وکيفية تضليل الجمهور عن طريق الأخبار، وکذلک مدى الثقة فى النخبة کمصادر للمعلومات خاصة فى حالة عدم ارتباطهم بالواقع وانفصالهم عنه.
وتتمثل المشکلة البحثية فى بحث دور مستخدمى الشبکات الاجتماعية فى الکشف عن الأخبار الزائفة بهذه الشبکات والآليات التى يستخدمونها فى مواجهتها، وربط ذلک بمدى توافر مهارات التربية الرقمية لدى المستخدمين بوصفها إحدى أدوات إنتاج المستخدم الواعى والناقد، کما تهتم الدراسة بالتعرف على کيفية قيام المستخدم بالتحقق من الأخبار وذلک فى ضوء نموذج أدوار الجمهور فى التحقق (A3s) Audience Acts of Authentication.
وتمثلت أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى تحديد الدور الذى يقوم به مستخدمو الشبکات الاجتماعية فى مواجهة الأخبار الزائفة، وبحث العلاقة بين القدرة على کشف الأخبار الزائفة ووجود مهارات التربية الرقمية لدى المستخدمين بوصفها المدخل الأساسى للوعى الإعلامى لدى الجمهور، وينبثق من هذا الهدف مجموعة من الأهداف الفرعية والتى من أبرزها:
-     تحديد کيفية تقييم المبحوثين للشبکات الاجتماعية کوسيلة إخبارية.
-     تحديد المصادر التى يعتمد عليها المبحوثون للحصول على الأخبار.
-   قياس مهارات التربية الرقمية بأبعادها الثلاثة (الوصول للمحتوى، التحليل والتقييم، إنتاج المحتوى) لدى مستخدمى الشبکات الاجتماعية.
-     تحديد السمات الخاصة بالأخبار الزائفة من وجهة نظر المستخدمين.
-     معرفة الدور الذى يقوم به المبحوثون لمواجهة الأخبار الزائفة سواء فيما يتعلق بالتحقق أو التوعية.
-     تحديد الآليات التى يستخدمها المبحوثون فى التحقق من الأخبار الزائفة.