تأتي أهمية الدراسة کونها تضيف قالب تحريري جديد في مجال العمل الصحفي، يمکن ان يسهم في توصيل المعلومة بطريقة سهلة وميسورة، وهو قالب -وإن کان يصلح لکافة قوالب التحرير الصحفي- الا انه يعد الأکثر اتساقاً والتصاقاً بجنس الخبر والتقرير الصحفي اللذان يعدان -في تقديرنا- من الفنون الموعودة بالتطور في المستقبل القريب، هذا بالإضافة الى الأهمية الاخراجية للإنفوجرافيک الذي بات عملا يوميا يطبق في صالات التصميم الصحفي، وهذا ما يؤکد أهمية الانفوجرافيک کفن صحفي جديد، ما يتطلب دراسته دراسة علمية معمقة تسهم في توفير تراکمات معرفية تؤسس له على أسس علمية إلى جانب بعده الفني الجمالي.
وهدفت الدراسة للوقوف على مدى فاعلية الانفوجرافيک في خدمة المضامين الصحفية، واسهامه في تطوير قوالب التحرير والتصميم بما يمکن من التعامل مع الکم الرقمي والانفجار المعلوماتي کأبرز سمات الواقع الصحفي اليوم، ومدى اسهام هذا الفن أيضا في مساعدة القراء على استيعاب مضامين هذه المادة الصحفية المطولة والمعقدة نوعا ما، مع تقديم توصيات يمکن ان تخدم مصممي ومحرري الصحف بناء على النتائج التي توصلت اليها الدراسة.
وتنحصر مشکلة الدراسة في کيفية التعامل مع الکم الرقمي والانفجار المعلوماتي الناتج عن الثورة الرقمية، وامکانية الإفادة من التقنية الحديثة في ضغط هذه المعلومات والأرقام بما يمکن من اعطاء القارئ الجرعة المعلوماتية السهلة الفهم حول القضية المطروحة، وهو ما يمکن -من زاوية أخرى- من توفير مساحة على الورق وفق ما اکدته دراسات سابقة، هذا الى جانب مشکلة التدني الملحوظ في عدد القراء، وإمکانية توظيف تقنيات الانفوجرافيک ليسهم ايجابا في مسيرة التحول نحو الفنون البصرية باعتبارها فنا يشکل عنصر جذب لصحافة اليوم والغد.
على ضوء ما تقدم، تم حصر مشکلة الدراسة في سؤال محوري: ما مدى فاعلية توظيف فنون الانفوجرافيک في تطوير المضامين الصحفية والرؤى الاخراجية للصحف؟ تتفرع عنه أسئلة فرعية هي: الى أي مدى أسهم الانفوجرافيک في حل مشکلة تحرير المادة الصحفية التي تزخر بالأرقام والمعلومات حتى لا تکون سببا لضجر وملل القراء؟ ما هي اهم القضايا التي يتناولها الانفوجرافيک، وما هي اهم أنواعه المستخدمة في الصحف عينة الدراسة؟