لاحظ الباحث من خلال تصفحه للأحداث الجارية فى الحياة السياسية عبر الصحف المصرية والعربية أحداثا مثيرة للخوف والفزع أحيانا والتشاؤم والإحباط أحيانا أخرى ومن هذه الأحداث قضايا الإرهاب الدولى التى انتشرت بشکل کبير فى الآونة الأخيرة، وإذا کانت وسائل الإعلام عامة والصحف المصرية والعربية بصفة خاصة تسعى جاهدة لجذب أکبر عدد من القراء، وکان أحد سبل ذلک السعي تقديم الحدث فور وقوعه وکانت المادة الخبرية هي إحدى أهم المواد التي يسعى الجمهور إلي معرفتها والوقوف عليها، فإن نشر أحداث الإرهاب الدولى وغيرها من أخبار الأزمات التى تحدث داخل المجتمعات قد يستحوذ علي اهتمام الجمهور ويشبع رغبته في الفضول وحب الاستطلاع، ونظرًا لحقيقة التفاوت في التغطية الإعلامية بين وسائل الإعلام المختلفة فإن الباحثين في مجال الإعلام عامة وإعلام الأزمات وقضايا الإرهاب الدولى على وجه الخصوص يتفقون على أن للوسيلة المقروءة ميزة تکاد تنفرد بها عن باقي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، فبينما يشعر العاملون في التلفزيون ـ على سبيل المثال ـ بأنهم في حاجة إلى تغطية الأزمات بطريقة عاجلة ومشاهدة فإن الصحفيين لديهم الوقت الکافي للتفکير في أفضل الطرق التي يتعاملون بها مع الأزمة بما في ذلک التفکير في المشکلات المعقدة التي ترتبط بالقضايا المتعلقة بها، ومن الجدير بالذکر أن الصحافة بين وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تکاد تنفرد بخاصية الدقة فى نشر المعلومات، وقد لاحظ الباحث الاهتمام المتزايد من قبل الصحف بنشر أخبار وأحداث التفجيرات الإرهابية بالنقد والتحليل، الأمر الذى يدعو إلى البحث عن قضايا الإرهاب الدولي بالصحف المصرية والعربية کما يراها النخبة المصرية، ومحاولة دراسة ذلک في إطار محددات الوعي الإعلامي، وتتلخص مشکلة الدراسة الحالية فى محاولة الإجابة عن التساؤل التالى:
ما العلاقة بين التعرض لقضايا الإرهاب الدولي بالصحف المصرية والعربية ورؤية النخبة المصرية لها في إطار محددات الوعي الإعلامي؟