للدراما التليفزيونية دور هام في تبني المشاهدين للواقع الاجتماعي وإکسابهم القيم المختلفة سواء کانت إيجابية أو سلبية، وتتنوع الدراما المقدمة في القنوات الفضائية ما بين دراما عربية، وأجنبية، والدراما الأجنبية تتنوع ما بين أمريکية وفرنسية وهندية وغيرها؛فالمسلسلات الأجنبية تؤدي إلى خلل في العادات ؛ کما أنها قادرة على البناء وعلى الهدم في نفس الوقت ؛ فالدراما الأجنبية فيها مبالغة سواء في المظهر أو المناظر، ويعد الشباب من أکثر الفئات ارتباطاً بهذه الدراما الذي يستمد خبراته ونظام حياته من مشاهدتها والتفاعل معها، وتکمن الخطورة في الدراما الأجنبية في أنها أسهمت بشکل کبير في تبني أفکار ومعتقدات تختلف عما هو موجود في عالمنا العربي، وهذه الدراما أکثر ترحيباً بها من هؤلاء الشباب وفقاً لطبيعته الراغبة في التغيير والتنوع.
وقد زاد الاهتمام بتأثير المضمون المقدم من خلال الأعمال الدرامية الأجنبية ومنها المسلسلات الکورية في القنوات الفضائية العربية على المشاهدين في ظل زيادة حدة المنافسة بين هذه القنوات لجذب اکبر عدد من المشاهدين، وخاصة مع تنوع المضامين المقدمة من خلال تلک القنوات وزيادة عدد ساعات الإرسال، واستخدام التقنيات الإخراجية المتميزة، حيث تعد الدراما الأجنبية من أکثر المضامين التي تحظي بنسبة مرتفعة من المشاهدة بين المشاهدين الذين ينبهرون بالدراما، ويعتبرونها نافذتهم السحرية لمعرفة الأفکار المستحدثة، وتعلم عادات وقيم واتجاهات جديدة تساعدهم في مواجهة ما هو سائد في المجتمع والتمرد على الواقع.









 





 



وتعتبر قناة MBC1 الفضائية أول قناة عربية فضائية، تعرض هذه النوعية من المسلسلات الکورية، وقد ازدادت مساحة تقديم هذه المسلسلات من خلال معظم القنوات الفضائية العربية تدريجياً وبشکل ملحوظ من ناحية، کما لوحظ انجذاب المشاهدين لهذه النوعية من المسلسلات الدرامية منذ ظهورها وحتى الآن من ناحية أخرى ؛مما جعل المسلسلات الکورية مکانة خاصة بالنسبة لباقي المواد التي يقدمها التليفزيون؛ ذلک أن القيمة الإعلامية لهذه الأعمال تکمن في قدرتها علي حمل الأفکار التي تعکس هذه المفاهيم، وقدرتها علي التأثير في الشباب تأثيراً غير مباشر، وهذا الأسلوب يعتبر من أنجح الأساليب، کما أنه يمکن من تزويد الجماهير بالمعلومات العامة، والإسهام في رفع مستواها الثقافي والعلمي والخلقي؛ فالمسلسلات الکورية تنقل عادات وأخلاقيات المجتمع الکوري وتؤثر على جمهور المشاهدين بما فيهم جمهور الشباب؛ حيث تعد المسلسلات الکورية من أبرز هذه المواد الدرامية المستوردة والمترجمة باللغة العربية، مما يسهل فهمها والتأثر بها.
 وفي ضوء ما سبق تسعى الدراسة إلى التعرف على اتجاهات الشباب الجامعي المصري والسعودي نحو صورة العلاقات الاجتماعية والأسرية المقدمة من خلال المسلسلات الکورية في الفضائيات العربية.