شهدت مصر في الآونة الأخيرة تغيرات کثيرة وجذرية على الصعيد السياسي، أثرت بدرجة کبيرة في مختلف مجالات الحياة، منها المناخ الإعلامي الذي ساد على وسائل الإعلام بصفة عامة والذي اهتم بالترکيز على العديد من المفاهيم المرتبطة بالديمقراطية والمشارکة السياسية، وهو ما انعکس على محتوى وسائل الإعلام، فنجد أنها أکدت على ضرورة مشارکة الشعب المصري مشارکة حقيقية في اختيار الرئيس الذي يحکمه. وتحظى الانتخابات الرئاسية بتغطية إعلامية من کافة وسائل الإعلام، التقليدية والجديدة.
وتقوم الصورة الذهنية بدورٍ محوري في تکوين الآراء واتخاذ القرارات وتشکيل سلوک الأفراد نتيجة لدور حملات التسويق السياسى وخاصة فى المجتمعات النامية حيث تؤثر في تصرفاتهم تجاه الجماعات والأشخاص، فهي تعکس الواقع وتحمل المعلومات عنه إلى العقل الإنساني الذي لا يواجه الواقع مباشرة وإنما يواجهه بشکل غير مباشر يعتمد على الوصف.
ولقد تزايد استخدام وسائل الإعلام في العقود الأخيرة في عمليات التسويق السياسي على مستوى العالم، سواء للترويج لحزب معين أو مرشح أو للعملية الانتخابية بصورة عامة، وهو ما أدي الى تزايد اهتمام الباحثين بإجراء البحوث في مجال الإعلام السياسي، مدفوعين باهتمامهم بدراسة الحملات الانتخابية والتعرف على دورها في تفعيل مشارکة المواطنين في الحياة السياسية.

ونظراً للتطورات السياسية التي يتعرض لها المجتمع المصري من انتخابات من شأنها أن تغير واقع ومستقبل الدولة، ومع انتشار استخدام المرشحين السياسيين للوسائل الإعلامية التقليدية والجديدة منها مواقع التواصل الاجتماعي بشکل غير مسبوق واستخدامها في الحملات الرئاسية-الأمريکية علي سبيل المثال- کان لزاماً علينا دراسة العلاقة بين الحملات الإعلامية مشتملة علي حملات التسويق والتوعية للإنتخابات الرئاسية المصرية 2018 في توعية الشباب نحو المشارکة السياسية في الإنتخابات ومدى تأثير استخدام هذه الوسائل على آراء الناخبين نحو المرشحين المشير: عبدالفتاح السيسي والمهندس: موسي مصطفي موسي.
وتتلخص مشکلة الدراسة فى:- دراسة العلاقة بين تعرض الشباب للحملات الإعلامية (حملات التسويق والتوعية) للإنتخابات الرئاسية المصرية 2018 بوسائل الإعلام في تشکيل معارف وسلوکيات الشباب نحو المشارکة السياسية في الإنتخابات.