شهدت محافظة بغداد انطلاق الشرارة الاولى للتظاهرات السلمية الجماهيرية ضد المحاصصة والفساد والبؤس في بادىء الأمر ومن اجل الحصول على فرص العمل والخدمات. وتواصلت تلک التظاهرات متصاعدة في الايام التالية، وتحولت عاجلا الى انتفاضة شعبية عارمة عمت العراق بمعظم محافظاته، وهزت المنظومة الحاکمة بشدة لا سابق لها، واندفع الى ساحات وشوارع العاصمة والمدن الاخرى ملايين المواطنين الساخطين على طغيان الطبقة الطائفية السياسية ومنهج المحاصصة واستشراء الفساد والبؤس والازمة الشاملة. وقد ادى الرد الدموي على التظاهرات والعنف الوحشي الذي قوبلت به، والذي استهدف خنقها تماما وهي في المهد، فضلا عن الدور الذي لعبته بعض وسائل الاعلام الحکومية والمسيسة ومواقع التواصل الاجتماعي المغرضة في نشر الاخبار الکاذبة والفيديوهات المفبرکة وعکس وترويج ما سعت اليه السلطات الحکومية، حيث تصاعد لهيب الانتفاضة واکتسبت بسرعة زخما عاصفا لم تستطع الاجراءات القمعية بکل عنفها الاستثنائي ان تحد منه وتسيطر عليه. وفي الوقت ذاته تابعت جماهير المواطنين الواسعة بغضب واستنکار الجرائم المروعة، التي راح القناصون يقترفونها ضد المتظاهرين السلميين، ووقفت بقوة وعزم في صف المنتفضين الصامدين وهللت لبطولاتهم. وخلال أيام معدودات تغير المشهد العراقي بکامله تقريبا، ووجد الحاکمون انفسهم محاصرين برفض عام شامل من جانب جماهير الشعب الواسعة، لا في العاصمة فقط، بل وفي العديد من محافظات الوسط والفرات الاوسط والجنوب وحتى في بعض الارجاء شمالي بغداد. فقد التفت الجماهير بحماس حول المنتفضين وهم يشقون طريقهم الکفاحي بإصرار وتفانٍ، ويصنعون المآثر لتحقيق اهدافهم المشروعة السامية. وقد خاصت الدراسة الى  1-   أن تظاهرات تشرين الاول أدت الى توحد أبناء الشعب العراقي حيث شارک في التظاهرات جميع طوائف الشعب العراقي وکان شعارهم (( وحدتنا في قوتنا)). 2-   أن تظاهرات تشرين أدن الى تلاحم جميع أبناء الشعب العراقي حيث شارک فيها مختلف طبقات ابناء شعب العراق حتى المثقفين منهم فقد شارک الطلبة والأساتذة والمهندسين والحقوقيين والاطباء والصيادلة فضلا عن مشارکة النقابات المهنية وطبقة الفقراء وغيرهم جميعا جنبا الى جنب. 3-   أن مشارکة المرأة في التظاهرات الى جانب الرجل انما يعبر عن وعي هذا الشعب الحر الأبي.