تناولت هذه الدراسة ظاهرة منتشرة وهي الاعتماد على مواقع الأخبار الأجنبية الصادرة باللغة العربية ، وهو ما دفع الباحث إلى تناول مصداقية هذه المواقع، خاصة لدى طلاب کليات الإعلام، في ضوء تزايد عددها، وتماشيا مع الاهتمام العالمي المتزايد بدراسة المصداقية.
وتبنت الدراسة مدخل التماس المعلومات کإطار نظري للمساعدة على فهم أسباب لجوء طلاب کليات الإعلام الى المواقع الإخبارية الأجنبية، حيث توصلت الدراسة إلى تأکيد بعض الافتراضات النظرية، مثل العلاقة بين جودة المعلومات وسهولة الوصول اليها، وکذلک الافتراض الخاص بوجود علاقة بين التماس المعلومات على المواقع الإخبارية والدوافع النفعية للمبحوثين.
أُجريت الدراسة باستخدام استمارة استبيان لعدد (300) مفردة، مناصفة بين الجامعات الحکومية والخاصة، وتم إجراءها عن طريق المقابلة الشخصية حيث توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج العامة منها تصدر الإنترنت قائمة الوسائل الإعلامية الأکثر مصداقية، والأکثر توجها إليها من قبل المبحوثين، بشکل يومي للحصول على المعلومات والأخبار، .
غير أن النتائج کشفت عن غياب أهمية جنسية الموقع، إذا کان مصرياً او دولياً، عند الدخول عليه او تصور مصداقية له، وهي نتيجة تحتاج إلى مزيد من الدراسات لاستکشاف تأثيرات ذلک، ومدى تسببه في اغتراب طلاب کليات الاعلام والکشف عن أسبابه الحقيقية.
وأوضحت نتائج الدراسة الميدانية تصدر معايير "الفورية في نقل الأحداث"، و"ارتفاع مستوى المراسلين والمحررين"، و"موثوقية المصادر التي يعتمد عليها الموقع"، و"عرض جميع وجهات النظر"، لصدارة العوامل المؤثرة في زيادة مصداقية المادة الإخبارية في المواقع الأجنبية الصادرة باللغة العربية، في حين تراجع معيار "عدم تبني وجهة نظر رسمية" إلى ذيل القائمة لدى الطلاب بالجامعات الحکومية، بينما تراجع معيار "استقلالية المؤسسة الاعلامية وعدم تبعيتها سياسياً" إلى ذيل القائمة لدى المبحوثين من طلاب کليات الإعلام في الجامعات الخاصة.