سعت الدراسة إلي التعرف علي تقييم الصحفيين للتغطية الصحفية للأزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية والمعروفة إعلاميًا بقضية (اقتحام وزارة الداخلية للنقابة) وإدراک القائم بالاتصال لعدائية تلک التغطية – خاصة وأنه من يصنع تلک المادة- وهل يجد أن تلک التغطية أثرت عليه أو على الصحفيين الآخرين في اتخاذ قراراهم الانتخابي نحو مرشحي التجديد النصفي للنقابة في 17 مارس 2017، والتي فاز فيها الصحفي عبد المحسن سلامة بمنصب النقيب في مواجهة الصحفي يحيي قلاش. خلصت الدراسة الحالية إلى مجموعة من النتائج يمکن الإشارة إلى أهمها، ومناقشتها في النقاط التالية: 1-    أشارت نتائج الدراسة إلى ميل الصحفيين إلى الاعتقاد بتأثير التغطية الصحفية لأزمة النقابة مع الداخلية على زملائهم في اتخاذ قرارهم الانتخابي باختيار المرشحين لمجلس النقابة؛ فالصحفيون المدرکون لعدائية التغطية الصحفية لموقفهم يرون أن تلک التغطية هي أکثر تأثيرًا على زملائهم وليس عليهم، وهو ما ينطبق مع فکرة نظرية (تأثير الشخص الثالث) وهي ذات النتيجة التي توصل إليها (دافيسون 1993، بيرولوف 1999)، والتي أوضحت أنه عندما تتعرض المجموعات الحزبية لتغطية إخبارية فإنها تميل إلى إدراک أن يکون لها تأثير کبير على الآخرين أکثر من تأثيرها على نفسها. 2-      کشفت مؤشرات الدراسة أن المبحوثين اختاروا صحف محددة لمتابعة تغطيتها الصحيفية للأزمة بسبب (توافق السياسية التحريرية للجريدة مع توجهاتهم)، وما ما يطلق عليه وسائل الإعلام الصديقة (Mass media friendly) فالمبحوث قام بمتابعة الصحف التي تتفق وتدعم وجهة نظره وموقفه من القضية، ومن ثم ففي هذه الدراسة تواجد کلاً النوعين من التغطية الصحفية بالنسبة للمبحوث وهما: الصحف ذات التغطية العدائية (من وجهة نظر المبحوث). الصحف الصديقة (أي الصحف التي تتفق توجهاتها مع توجهات المبحوث) حيث يقوم الصحفي بتعريض نفسه للصحف ذات التغطية العدائية لتوجهاته أو موقفه – من وجهة نظره – وفي ذات الوقت حريص على المتابعة الدائمة لتغطية الصحف التي تتفق مع توجهاته وقد يحدث ذلک بناءًا على مبدأ الاستيعاب والتحيز، أو (الاستيعاب المتباين) وهو ما ذکره کلاً من)Calvo, Chang , and Hellwing, 2014, Grofman, and Dams , 2001, Havland, Harvey and sheriff, 1957) حيث يتم إدراک وسائل الإعلام الصديقة، وإدراک عدائية وسائل الإعلام عندما يکون الأفراد منخرطين بعمق في قضية ما بحيث يصبح الإدراک کبيراً لعدائية وسائل الإعلام للدرجة التي يتم فيها رفض الأخبار الموضوعية، وينظرون إلى وسائل الإعلام التي تشارکهم رأيهم بشکل موضوعي، بأن تلک الوسائل لا تزال داعمة لموقفهم، وقد يکون لإدراک وسائل الإعلام الصديقة، وإدراک الإعلام العدائي تأثير مشترک على التصويت في الانتخابات السياسية