اتساقا مع الأدبيات البحثية السابقة التي أشارت نتائجها إلى أهمية الدور الذي يلعبه المکون اللغوي في صياغة النص الصحفي، وتشکيل توجهاته وفقا لسياسة الصحيفة التحريرية وموقفها السياسي والايديولوجي، ومن ثم قدرته عبر آليات لغوية مختلفة ( أدوات التصوير البلاغي-الصفات- سلطة اللفظ (التسميات التي تطلقها على القضية)- الالفاظ الانفعالية) على إقناع الرأي العام بالموقف الذي تتبناه الصحيفة، واتفاقا مع ما يشير إليه مدخل التحيز الإعلامي الذي توظفه هذه الدراسة في تفسير نتائجها، من أن استخدام اللغة لعرض الحدث وتفسيره عبر ألفاظ ذات دلالات معينة، إنما هو توجيه ضمنى للمتلقى لادراکها واستدعائها على النحو الذي يحدده ويريده القائم بالاتصال، ما يعد تحيزا عبر توجيه القارىء لاتجاه بعينه دون اتاحة التنوع الذي يسمح له بتکوين صورة کاملة للحدث، تسعى هذه الدراسة إلى الکشف عن دور اللغة في بناء تحيزات القصة الخبرية في صحف الدراسة عبر رصد وتحليل الآليات اللغوية المختلفة التي تم توظيفها من أجل تشکيل مواقف صحف الدراسة تجاه القضية محل الدراسة. وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها: -      کانت تسمية الجماعة بـ " الإرهابية " هي التسمية البارزة في صحيفتي الأخبار، والوفد، مستندة إلى القرار الصادر من مجلس الوزراء بالإجماع في هذا الشأن. وإن کانت هذه التسمية مبررة لتناول القرار فور صدوره لأمانة نقل الکلمة من مصادرها کما هي دون تحريف، باعتبارها الوظيفة الأساسية للصحافة، فإن استمرار تغطية الصحيفة على النهج نفسه في قضايا فرعية أخرى، مثل أحد أشکال تحيز الصحيفة لصالح القرار. -      انفردت صحيفة التحرير بمتابعة بعض التفاصيل الخاصة بالقرار، ومن بينها إبراز ردة فعل المؤسسات المعنية بالعملية التعليمية في مراحلها المختلفة في مصر، وتحديدا مؤسستي الجامعة ووزارة التربية والتعليم، فاستخدمت الصحيفة تسمية "تطهير" للحديث عن استجابة الجامعات المصرية للقرار، فيما اقتبست لفظي "استعلاء واساءة"، وهي تتناول تأکيد وزارة التربية والتعليم إدراجها القرار ومسوغاته ضمن مناهجها الدراسية. -      کشفت نتائج التحليل أن صحيفة الشروق وظفت کلمة " الإرهابية" مرتين فقط من أصل (10) موضوعات تطرقت لها الصحيفة. وقصرت هذه التسمية على الإعلان عن القرار فور صدوره من مجلس الوزراء، والإعلان عن بداية تفعيل القرار من خلال التحقيق مع أعضاء من الجماعة. -      أظهرت صحيفة الشعب رفضها القرار من خلال التسميات التي أطلقتها على الحدث الرئيسي، وبعض الأحداث الفرعية الناشئة عنه، ومنها : "وصم الإخوان بالإرهاب يؤکد سقوط دولة القانون"، و"من يحمي الفقراء من توحش الانقلابيين؟"، وذلک تعليقا على توابع القرار مثل تجميد قرار إغلاق الجمعيات الخيرية التابعة لجماعة الإخوان. -      تأتى القصة الإخبارية في مقدمة الأشکال التحريرية ذات الطابع الخبري التي تم الاعتماد عليها في عرض القضية محل الدراسة. -      لا يزال الهرم المقلوب الشکل الأکثر استخداما رغم ظهور عدة قوالب حديثة تقدم اختيارات مختلفة في تناول ومعالجة الأحداث الخبرية بشکل عام، وهو ما يعزز من قوة هذا القالب کونه يعطى شعور بالاکتمال والرضا فهو يعتمد على تقديم النقطة المرکزية في البداية ومن ثم ينساب الموضوع في عرض التفاصيل -      أن الاستعارة تحتل صدارة ترتيب آليات المجاز المستخدمة من قبل صحف الدراسة بشکل عام، ، يليها الکناية، وأخيرا التشبيه، فيما لم تظهر آلية التورية مطلقا في أيا من المواد الخبرية التي جرى تحليلها، وهو ما يعود بالأساس إلى الخصائص اللغوية والفنية لکل آلية، وارتباطها بمدى قدرة المتلقين على فهمها دون عناء. -      تحتل الجمل الاستشهادية المرتبة الاولى، من اجمالي الجمل ذات الطابع المجازي، يليها الجمل الاستفهامية، فيما غابت الجمل التعجبية تماما عن الحضور. -      يتضح من الجدول أن صحف الدراسة تميل إلى استخدام أسلوب التأکيد حول معطيات الحدث، وربما يفسر ذلک تبنى صحف الدراسة لعموم الروايات الرسمية حول الحدث، يلى ذلک أسلوب الحياد، ويأتى في النهاية أسلوب التشکيک. -      لم يثبت صحة وجود علاقة احصائية بين شخصية الصحيفة وأيا من المتغيرات الأسلوبية الخاصة بنوع القوالب الفنية المستخدمة في الکتابة الصحيفة، ونوع الفن الصحفي، اسلوب المصادر داخل النص الخبري. -      لم يثبت وجود فروق ذات دلالة احصائية في مستوى توظيف الصحف محل الدراسة لمختلف اليات المجاز والتصوير البلاغي والصفات الموظفة في النص الخبري.