نظرا لتعاظم دور شبکات التواصل الاجتماعي في تشکيل الوعي لدى الجمهور بأطيافه المختلفة حيث أصبحت من أقوى الوسائل المؤثرة في تشکيل الوعي الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لدى المستخدمين, فقد ظهر الاتجاه البحثي نحو الاهتمام بما تقدمه هذه الوسائل، وتتبع الآثار التي يمکن أن تترکها المادة الإعلامية، ومضامينها في أنماط تفکير، وسلوک الجمهور المستخدم.
ولأن دور المرأة في المجتمع المصري أصبح أکثر فاعلية فتطورت أوضاعها خاصة الاجتماعية وتزايدت معدلات استخدامها لشبکة الانترنت فأصبحت شبکات التواصل الاجتماعي المرأة فإن الدراسة محل البحث تحاول دراسة تأثير هذه الشبکات الاجتماعية على الوعي الاجتماعي للمرأة؛ بهدف الوقوف على النتائج المترتبة على تعرض المرأة المصرية لهذه الشبکات، والتوصل إلى نتائج علمية وعملية عبر الدراسة الموضوعية، والميدانية لأهم تأثيرات هذه الشبکات على علاقات المرأة والفعاليات الاجتماعية، وأنماط السلوک الاجتماعي، ومواقفها تجاه القضايا الاجتماعية المختلفة, وکيفية مواجه الظواهر السلبية الناتجة عن ذلک.
ورغم أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تعد العامل الأساس للتغيير في المجتمع، الا انها اصبحت عامل مهم في تهيئة متطلبات التغيير عن طريق تکوين الوعي, في نظرة الإنسان إلى مجتمعه والعالم. فالمضمون الذي تتوجّه به عبر رسائل إخبارية أو ثقافية أو ترفيهية أو غيرها، لا يؤدي بالضرورة إلى إدراک الحقيقة فقط، بل انه يسهم في تکوين الحقيقة، وحل اشکالياتها.
وبناء على ما سبق يمکن تحديد صياغة مشکلة الدراسة في التعرف على دور شبکات التواصل الاجتماعي في نشر الوعى الاجتماعي لدى جمهور المرأة.
توصلت الدراسة الي مجموعة مختلفة من النتائج أهمها:
أوضحت نتائج الدراسة أن نسبة کبيرة من العينة (76%) تتعرض لشبکات التواصل الاجتماعي بشکل دائم ولعدد ساعات طويلة يوميا.
جاء موقع الفيس بوک في مقدمة الشبکات الاجتماعية التي تتعرض لها المرأة يتلوه موقع تويتر ثم موقع جوجل بلس فموقع ماى سبيس بينما جاء موقع لينکد إن في المرتبة الأخيرة.
حددت المبحوثات عدة دوافع للتعرض لشبکات التواصل الاجتماعي جاء في مقدمتها قدرة هذه الشبکات على تکوين رأى عام حول القضايا الاجتماعية التي تتناولها, کما رأت المبحوثات بنسبة 99% أن الموضوعية التي تتمتع بها هذه الشبکات في طرح القضايا تلعب دورا کبيرا في زيادة معدلات تعرضهن لها.
رأت نسبة کبيرة من المبحوثات بلغت 77,3% أن لهذه الشبکات الاجتماعية دورا فعالا قويا في تشکيل وعيهن تجاه القضايا الاجتماعية المختلفة کما عبرت نسبة 77,7% عن اعتمادهن بدرجة کبيرة على شبکات التواصل الاجتماعي کمصدر لتشکيل وعيهن تجاه القضايا الاجتماعية.
جاءت الأسرة في مقدمة الوسائل المساندة لشبکات التواصل الاجتماعي في نشر الوعى الاجتماعي لدى المرأة تلاها المؤسسات التعليمية فالمؤسسات الدينية.
رأت المبحوثات أن أهم القضية الاجتماعية التي تقدمها شبکات التواصل الاجتماعي هى قضايا الزواج بنسبة 82,5% ثم قضايا الأمومة والطفولة بنسبة 80,5 فضايا الشباب بنسبة 75,3% ثم القضايا الصحية بنسبة 73,3% بينما جائت في المرتبة الأخيرة قضايا الموروثات الاجتماعية بنسبة 62,5%.
رأت نسبة عالية من المبحوثات بلغت 78,7% أن لمواقع شبکات التواصل الاجتماعي دورا في احداث تأثيرات معرفية وإدراکية عليهن جاء في مقدمتها اکتساب المعارف حول التعامل مع الأطفال بنسبة 98,4% ثم اکتساب المعارف حول المقومات الاجتماعية السليمة لبناء الأسرة بنسبة 96%, يتلو ذلک اکتسابهن للمعارف حول الحقوق المدنية للمرأة والقوانين التي تنظم علاقات الزواج والحقوق والواجبات وذلک بنسبة 95,2%.
رأت نسبة کبيرة من المبحوثات بلغت 78,7% أن لمواقع شبکات التواصل الاجتماعي دورا في إحداث تأثيرات سلوکية عليهن جائت في مقدمتها عدم تبني المرأة للسلوکيات التي تحط من مکانة المرأة ووضعها وذلک بنسبة 99,3%, ثم تبنيها لسلوکيات محددة في مجال تربية الأبناء بنسبة 90% فإتباعها للسبل القانونية التي تضمن لها حقوقها المدنية بنسبة 88,3%.