رغم الاهتمام العالمي المتنامي بالقضايا البيئية وخطورة تأثيرهاعلى الانسان وعلى المجتمعات وخصوصا النامية منها، ومع بدء تزايد الوعي الجماهيري بالمسائل البيئية التى تعبر عنها وسائل الإعلام فى المجتمع المعاصر، وخصوصا بعد اطلاق منظمات المجتمع المدني العالمية والوطنية حملات ترکز على نشر مفاهيم التوعية البيئية بين افراد المجتمع، إلا أن هناک قصورا في دور الصحافة الأردنية في التأثير على اهتمامات الجمهور وتنمية معارفه حول القضايا البيئية وأهميتها في التصدي للمشاکل التنموية الحيوية، حيث بات من الضروري أن تجد الصحف اليومية الية لتحفيز جمهورها على المشارکه في العملية التنمويه. خلصت الدراسة الى أن المبحوثين في الأردن يهتمون بالقضايا البيئية  بشکل عام، وخصوصا قضية التغير المناخي اذ احتلت المرتبة الأولى من بين القضايا البيئية الأخرى بنسبة 82.30%، وهذه النتيجه تتطابق الى حد کبير مع الدراسات السابقه، وقد يعود ذلک إلى الاهتمام العالمي بهذه القضية البيئية وانعکاساتها على القطاعات التنموية الأخرى مثل المياه والطاقة والصحة والزراعة، حيث  انعکس هذا الإهتمام على صحافة الوطن العربي، بما فيها الأردن.  وخلصت الدراسة إلى أن نسبة من لا يتواصلون من المبحوثين مع الصحف اليومية لإحداث تأثير على أجندة الصحف عالية بنسبة65.1 مقارنة مع نسبة الذين تواصلوا الذين %34.9.ويعود ذلک، من وجهة نظرهم الى صعوبة الوصول للکاتب أو المحرر الصحفي المتخصص، وعدم تتقبل القائم بالإتصال في الصحف انتقاد المادة البيئية ونشر التنويهات في حالة وجود أخطاء علمية، بالاضافة الى تجاهل الصحيفة اتصاله الهاتفي أو حضوره الشخصي. وبذلک قد تفقد الصحف اليومية قياس اثر الرجع (الصدى) من جمهورها وتبتعد عن أولوياته، الأمر الذي يتوجب على الصحيفة أن توضح قنوات الاتصال بينها وبين جمهورها الذين يرون أن ليس لهم تأثيرا واضحا على أجندة الصحف بما يتوافق واهتماماتهم.کما توصلت أن نسبة مرتفعة من المبحوثين يرون أن دور الصحف اليومية الأردنية في نشر القضايا البيئية التي تهمهم کان سلبيا، وقد يعود ذلک إلى أن الصحف لم تضع ضمن أجندتها الإعلامية  نشر القضايا الإعلامية البيئية بشکل ممنهج ومستمر مقارنه مع أجندتها السياسية بما يتوافق مع اهتمامات الجمهور، بل ترتفع وتيرة نشر الموضوعات البيئية في حال ظهورالأزمات والکوارث وتتراجع بعد حلها، وهو أمر يکشف عن فجوة عميقة بين الصحف اليومية وجمهورها.