کانت مدينة دلهي حاضرة الدول الإسلامية التى تعاقبت على حکم الهند، فقد کان لموقعها الجغرافي أثره في تنوع المواد الخام المستخدمة في بناء وزخرفة العمائر الإسلامية والتى کان من ضمنها عمائر الدولة التغلقية التى تتميز ببساطة الطراز والخامات مما أدى الى هدم أغلبها ، ويعتبر عصر فيروز شاه تغلق من أکثر العصور شغفا بالعمارة، حيث يعرف عنه اهتمامه بالإصلاحات العمرانية وتشييد المساجد والقصور وشق الترع وغرس الأشجار، ونظرا لسوء الأحوال الإقتصادية في عهده فقد اتسمت عمارته إلى الميل في البساطة حيث الاعتماد على الأحجار في البناء والزخرفة، کذلک استخدام الجص في زخرفة الجدران، ونظرا لأن الجص من أکثر المواد استخداما فنجد استخدمه بکثرة في تنفيذ شتى أنواع الزخارف، کما لم يهتم الفنانون بتلوين عمائرهم في تلک الفترة بل اکتفوا بطبقة الجير الأبيض والتغاضي عن بعض الجماليات، وطبقا للنقش التسجيلي للقبة والتى تم ترميمها في عهد اسکندر اللودى فقد تم ترميمها على نسق الخصائص الفنية في عصر الدولة اللودية، فجاءت القبة ما بين عماره الدولة التغلقية وأجزاء من زخرفتها وبين الخصائص الفنية للدولة اللودية، في هذا البحث نتناول دراسة فنية للقبة على الوضع القائم، حيث تهتم الدراسة بتناول القبة من الناحية الفنية سواء من الدراسة الوصفية للزخارف وأماکن وجودها، وکذلک الدراسة التحليلية للمواد الخام والأساليب الصناعية والزخرفية والثراء الزخرفي والتى تدل على مهارة وقدرة الفنانين والخطاطين في تنفيذ الزخارف.