تتناول الدراسة برنامج المعونة الأمريکية لمصر (1956-1961) وتأثيرات ذلک في العلاقات الاقتصادية بين البلدين فالمعونة الاقتصادية للولايات المتحدة إنما تعتمد على تحالف مصر مع محور الدفاع الغربي في النضال ضد قوى محلية معادية للنفوذ الغربي، وبدرجة أقل حيوية مع حلف عسکري موجه ضد الاتحاد السوفيتي في تلک المرحلة المهمة من تاريخ البلدين
ومن أهم الأهداف التي سعت إليها الولايات المتحدة من وراء تقديم مساعداتها لمصر هو التأثير على تنمية الاقتصاد فيها في الاتجاه الذي يتناسب مع المصالح الأمريکية. وقد بدأ تنفيذ المساعدات الأمريکية الاقتصادية والفنية لمصر ابتداء من عام 1952 طبقًا لاتفاقية "المعونة الفنية" بمقتضى البند رقم 4 من برنامج ترومان، وکذلک لاتفاقية "المساعدات الخاصة" في 23 شباط / فبراير 1953، وأيضًا "المساعدات الاقتصادية" في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 1954.
ويمکن تقسيم برنامج المعونات الأمريکية لمصر لمرحلتين. في المرحلة الأولى من عام 1952 حتى 1959- کان هذا البرنامج موجهًا نحو تطوير وسائل النقل والمواصلات والإنتاج الزراعي وقطاع التشييد والبناء- فمن إجمالي قيمة "المساعدات الخاصة" لمصر والتي قدمت من 1952 إلى 1962 ما قيمته 31,7 مليون ولار- کان أکثر من نصفها موجهًا نحو النقل والمواصلات، ومن إجمالي قيمة "المساعدة الفنية" خلال المدة نفسها والبالغ قيمتها 18,9 مليون دولار تم انفاق 0.8 مليون دولار فقط في صناعة التعدين والصناعات التحويلية
بلغت قيمة المعونات والمساعدات الأمريکية إلى مصر منذ قيام الثورة عام 1952 إلى 1961 نحو 567 مليون دولار، منها 73 مليون دولار على شکل هبات، و432 مليون دولار على شکل قروض، تقرر أن يتم سدادها بالعملة المصرية، وکانت الفائدة على هذه القروض 4 بالمائة ، على أن تسدد في مدة ثلاثين سنة،