يتناول البحث بالدراسة موضوع الکَمَائِن الإسلامية في الشرق اللاتيني ودورها في المعارک ضد الصليبيين، والواقع أنَّ الکمائن تُعد من تدابير الحرب المشروعة في أي زمان ومکان، وقد استخدمتها شعوب کثيرة باعتبارها واحدة من أهم أساليب الخدع العسکرية، فهي أسلوب قتالي يهدف إلى إحداث نوع من المُباغتة (المفاجأة)، لتحقيق النصر على عدو أکثر تفوقًا في العدد والعدة، وذلک باستخدام أقل قدر من القوات والوسائل المُستخدمة، وتحقيق هذا الهدف في أقصر وقت ممکن، وبأقل خسائر ممکنة. ونظرًا لأهميتها فقد استخدمها المسلمون في عملياتهم العسکرية ضد الصليبيين في الشرق اللاتيني، فکان لها دور مهم في التأثير على نتائج المعارک الإسلامية- الصليبية في کثير من الأحيان.
هذا، ويُلقي البحث الضوء على أهمية الکمائن، والشروط الواجب توافرها في الکَمِين، وأساليب نصّبِها، وکيف حاول الصليبيون التصدى لها، وذلک لتقديم دراسة عن نموذج مهم من نماذج خدع الحرب العسکرية في الشرق الإسلامي خلال الفترة الممتدة منذ وصول الصليبيين لأراضي الشرق اللاتيني سنة 1097/490ه، وحتى وفاة صلاح الدين الأيوبي سنة 1193م/589هـ.