يتناول البحث بالدراسة موضوع الخنادق في بلاد الشام ودورها في معارک الحروب الصليبية، حيث يلقي الضوء على أهمية الخنادق، وأنواعها، وکيفية حفرها، وکيفية اقتحامها، وذلک لتقديم دراسة عن نموذج مهم من نماذج خطوط الدفاع الأولى في بلاد الشام إبان مرحلة مهمة من تاريخ الحروب الصليبية، وهي المرحلة الممتدة من سنة 1097/490ه وحتى سنة 1193م/589هـ. فرغم الدراسات العديدة التي تناولت فن الحرب الصليبية بصفة عامة، والمنشآت الحربية بصفة خاصة، فإن الباحثين لم يولوا العناية بموضوع تقنية حفر الخنادق ودورها في الحروب الصليبية. فعلى حد علم الباحث لم تُفرَد دراسة مستقلة لهذا الموضوع، رغم أهميته، فدراسة سميل عن فن الحرب – رغم أهميتها- لم تتطرق لموضوع الخنادق إلا في بضع صفحات متفرقة. کذلک فإن الباحثين المحدثين الذين قدموا دراسات حول القلاع في بلاد الشام عصر الحروب الصليبية، مثل عبدالرحمن زکي، وعبدالقادر ريحاوي، ومولر وغيرهم حصروا جُلّ اهتمامهم لدراسة القلاع وأسوارها وأبراجها، دون الترکيز على الخنادق، ومن هنا أصبحت الحاجة ماسة لدراسة موضوع الخنادق في بلاد الشام للوقوف على أهميته ودوره في الصراع الصليبي الإسلامي.