تتناول هذه الدراسة موقف بريطانيا من النفوذ العثماني في إمارات الساحل المتصالح (خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى مطلع القرن العشرين) تلک الفترة التي کانت فيها القوى الاستعمارية تتصارع للحصول على نفوذ استعماري تجاري في المنطقة حيث کانت ولا زالت إمارات الساحل ذات أهمية قصوى للعديد من القوى، ومطمعاً لها لا سيما بسبب أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، فاستخدمت خلال تلک الفترة کل من الدولة العثمانية وبريطانيا کل الوسائل والطرق الدبلوماسية والعسکرية والقانونية لتأکيد شرعيتها على المنطقة وسحب البساط من منافستها.
هذه الدراسة تتطلب بدايةً إلقاء الضوء على دوافع هذا التنافس الاستعماري ، مروراً بالأساليب والوسائل التي تم اتباعها لفرض السيطرة على الإمارات والتي من بينها وأکثرها مکراً ودهاءً المعاهدات والاتفاقيات البريطانية ، وانتهاءً بالنتائج المترتبة على هذا التنافس والصراع والتي خلصت إلى قيام الدولة العثمانية باستغلال الرابطة الدينية للسيطرة على غيرها من الدول ، وتلون سياسة بريطانيا حسب الزمان زالمکان إضافة إلى الظلم المجحف في الاتفاقيات البريطانية مع حکام الإمارات .