إن واحدة من أهم وأخطر التحديات التي يوجهها عالمنا المعاصر هي الإرهاب، ففي الماضي، أقتصر الإرهاب على المستوى القومي داخل الدولة وذلك في مواجهة الأنظمة الاستبدادية أو قيامها باستخدام الإرهاب في موجهه بعض التنظيمات المعارضة، وكان الإرهابيون يستخدمون الأسلحة التقليدية، وعادة ما ينتمون إلى فكر متطرف ولا يتعدى حدود الدولة. إلا أنه مؤخراً ومع التقدم التكنولوجي، وشيوع ما يُعرف بالإعلام الجديد. ظهرت أشكال متعددة للإرهاب، وأصبح عابراً للقارات. والداعى للداهشة أنه يجمع في تكوينه أفراد تنتمي لجنسيات وهويات وثقافات متباية. الأمر الذي يثير التساءل حول الأشكال الجديدة للإرهاب في العالم المعاصر، ومدى تطور الفكر الراديكالي، وأهم مسبباته وعباقته بفقدان الثقة. وعليه، تسعى هذه الورقة إلى التبحر في الأدبيات والبحوث المتخصصة للإجابة على هذه التساءلات وذلك بالإعتماد على منهجي تحليل المضمون، والمنهج التاريخي. ومن ثم، تنقسم الدراسة إلى ثلاثة أقسام رئيسية: يتناول الأول التأصيل النظري لمفهوم الإرهاب، ويسلط الثاني الضوء على تطور أشكال وصور الإرهاب وعلاقة ذلك بفقدان الثقة العام. بينما ينتقل الجزء الثالث إلى تحليل حالة "التنظيم الإرهابي "داعش".