ظل مصطلح آسيا والمحيط الهادئ معبّرًا عن الوضع الجيوسياسى فى آسيا على مدار السبعين عامًا الماضية ، لکن التحولات الجيوسياسية التى تمثلت فى ( نهوض الصين- صعود النفوذ الاقتصادى والاستراتيجى للهند- تزايد أهمية المحيط الهندى کممر تجارى استراتيجى )، أدت إلى ظهور مصطلح ( إندو باسيفيک ) للتعبيرعن هذا الواقع الجديد.
تمثل منطقة ( الإندو باسفيک ) أهمية قصوى لکل من الصين والولايات المتحدة الأمريکية، فالصين تهدف إلى الهيمنة الإقليمية لتعزيز أمنها وخروجها للهيمنة العالمية وهذا يتطلب منها الهيمنة على منطقة ( الإندو باسفيک) فى حين تسعى الولايات المتحدة لاحتواء قوة الصين والبقاء فى القيادة العالمية و هذا يتطلب منها بسط هيمنتها على منطقة ( الإندوباسفيک ) ، فهل تمثل تلک المنطقة "فخًا للحرب العالمية الثالثة " ؟ خاصة مع انتشار فيروس ( کورونا ) کحافزًا لنظام عالمى جديد يتمحور حول منطقة ( الإندو باسفيک ) - الذى أصبح المرکز العصبى الجيوسياسى والاقتصادى الجديد ، حيث تسبب فيروس کورونا فى تحولات استراتيجية رئيسية ، أعطت أهمية کبيرة لمنطقة ( الإندوباسفيک ) ، وعکست ضعف کل منهما، کما سلطت الأزمة الضوء على نقاط ضعفهم وأثبتت عجزهم فى لعب دور قيادى فى لحظة تاريخية فارقة، کما تسببت أزمة فيروس ( کورونا ) فى تشکيل وضعًا قد يغرى القادة الصينيين بالاستيلاء على تايوان وغزوها ، الأمر الذى قد يؤجج صراعًا عسکريًا، له تأثير سلبى على القانون الدولى ، فضلًا عن إحياء التوترات بين الولايات المتحدة والصين ، فقد تتسبب أزمة ( کورونا ) فى إعادة تشکيل الجغرافيا السياسية لمنطقة المحيط الهادئ الهندى، الأمر الذى يستدعى البحث فى مستقبل استقرار ( الإندوباسفيک) وتداعياته .