تزايدت أهمية القارة الإفريقية بشکل ملفت للانتباه في السنوات الأخيرة، إذ تحتوي أراضيها على کميات کبيرة من مصادر الطاقة کنفط والغاز الطبيعي، علاوة على امتلاکها النصيب الأکبر من المعادن التي لا تزال غير مکتشفة بصورة کاملة حتى الآن، ذلک فضلًا عن موقعها الإستراتيجي المتميز، مما جعلها الساحة الأبرز للتنافس الدولي. وقد دفع ذلک العديد من القوى الدولية سواء الکبرى أو المتوسطة للبحث عن موطئ قدمًا فيها، إذا في مقدمتها کل من ترکيا التي وسعت نفوذها بين بلدان القارة بصورة لافته على کافة الأصعده سواء السياسية أو العسکرية أو الثقافية. وإسرائيل أيضًا اعتمدت هي الأخرى على کافة السبل الممکنة للتسلل إلي کافة أرجأ بلدان جنوب الصحراء، مما جلعها منافس حقيقي مؤثر لا يمکن تجاهله لا سيما بعد توسع نفوذها في دول المنابع النيل التي تمثل عمقًا استراتيجيًا وأمنيًا لمصر، وازياد أنشطتها فى الدول الإفريقية المطلة على البحر الأحمر. وفي هذا الإطار، تهتم تلک الدراسة بالقاء الضوء على نمط تفاعل کل من الدولتين، والسبل التي اعتمدا عليها للتسلسل لبلدان إفريقية جنوب الصحراء باعتبارهما من أبرز القوى المتوسطة وفقًا لرؤية مختلف المنطلقات الفکرية والنظريات المرکزية الکبرى في العلاقات الدولية کأطر عامة للتحليل.