تهدف هذه الدراسة إلى البحث عن الاختلافات النظرية بين الثورة والإرهاب السياسي، وربط هذا التحليل مع الحالة السورية والحالة البحرينية کنموذج. کما تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على ربط هذا التحليل مع العوامل المؤثرة في تحويل الثورة إلى إرهاب سياسي. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لفهم العوامل التي تؤثر في اختلاف الثورتين البحرينية والسورية، کما أنه تم اعتماد دراسة الحالة المقارنة کأسلوب منهجي متسق في حقل السياسة المقارن. سوف يتم تسليط الضوء على نماذج تفسيرية للثورات، أبرزها: النموذج الوصفي، النموذج المقارن، نموذج الفاعل، ونموذج الحرکات الاجتماعية، ولکن سوف يتم الترکيز على نموذج "الفاعل" کعامل رئيسي في الدراسة بسبب الترکيز على دور الأنظمة السياسية. توصلت الدراسة إلى نتائج أبرزها تأثير الفساد السياسي، والانتهاکات السلطوية من قبل الأنظمة السياسية، وعدم الاستجابة للمطالب الشعبية السلمية کانت أهم الدوافع التي قادت إلى الثورتين السورية والبحرينية، مع التأکيد على خصوصية کل حالة، فالحالة السورية کانت نتاج التوريث والوعود الزائفة من النظام، التحالفات الإقليمية، دور المؤسسة العسکرية وظهور الجيش الحر ککيان منشق، والتحالفات مع الکيانات المتطرفة التي قادت إلى تحويل الثورة إلى إرهاب سياسي. بينما نجد الحالة البحرينية ترتکز على ولاء المؤسسة العسکرية، إقحام درع الجزيرة، وتعزيز عامل المذهبية. خلصت الدراسة أن نموذج الفاعل يعتبر من أهم النماذج المفسرة للنماذج الثورية محل الدراسة، کما أنها خلصت إلى أن الحالة السورية تم تحويلها إلى مشهد من الإرهاب السياسي المستمر والمعلق، بينما الحالة البحرينية انتهت بالفشل الثوري لصالح النظام.