تسعى الدراسة إلى بيان أهمية التعايش الديني في الحفاظ على وحدة المجتمعات في جنوب شرق آسيا، مع توضيح إشکاليات وتحديات تواجه التعايش في دولتي اندونيسيا وسنغافورة. اللتان نجحتا في استغلال التعددية العرقية والدينية لتحقيق الاستقرار السياسي والتنمية من جهة، والوئام والتسامح الديني من جهة أخرى.
ويعد هذا البحث امتدادا للدراسة التي قام بها الباحث، عن قضية حوار الأديان في دولة ماليزيا، وقد توصل الباحث إلى نتيجة مفادها أن التعددية العرقية تمثل عامل قوة، يمکن الاستفادة منه لتحقيق الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي والسلام والتنمية.
وقد کانت هذه النتيجة هي الأساس الي حدا بالباحث إلى مناقشة جوانب أخرى من جوانب الفکر الفلسفي والديني، ومن تلک الجوانب هل التسامح الديني يحقق نوعا من أنواع التعايش السلمي أم أن الوجه المناقض للتسامح وهو التعصب والکراهية اللتان تقوضان التعايش بين المکونات الاجتماعية والثقافية والدينية.